عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 29-03-2008, 08:05 AM
خاص خاص غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 460
معدل تقييم المستوى: 0
خاص يستحق التميز
وظائف سعودية لغير السعوديين

وظائف سعودية لغير السعوديين يعمل أحمد كالنحلة بشوشا أمام طابور طويل من الزبائن في شركة - مكدونالد- للوجبات السريعة بفرع أبهاوي. أحمد القادم للوظيفة هنا من جازان هو أحد ثلاثة سعوديين فقط من بين طاقم مناوبات بالمطعم يزيد عن الثلاثين فردا بحسب ما قاله لي مشرف المطعم الفلبيني الجنسية. نسبة السعودة هنا لا تتجاوز العشرة بالمئة. المفارقة أمامي أنني لم أدخل هذا المطعم السريع في كل مدن الدنيا التي زرت حتى اللحظة إلا وكانت طواقمه كاملة من أهل البلد. هم إنجليز خُلّص في البيكاديلي اللندني مثلما هم مصريون تماما في ميدان التحرير بالقاهرة. هم شباب البلدان الأصليون حيثما ارتفعت إشارة مكدونالد الشهيرة في أي مكان على الأرض. يقبض أحمد ألفي ريال في الشهر لوظيفة كاملة (ثماني ساعات في اليوم لستة أيام متصلة).
هي ليست حتى حد الكفاف لفرد فكيف بعائلة رغم أن ذات الشركة في كل مكان ذهبت إليه تدفع أعلى من المعدل العام لحد الأجور المقبول وهنا ليست القضية. القضية: ما هي استفادتنا من شركات الاستثمار الكبرى عابرة القارات ولماذا هنا فقط لا تعمل بذات الوتيرة التي تعمل بها في كل مدن وشوارع البسيطة؟
في مرات كثيرة غادرت وطني الحبيب عبر شركات طيران أجنبية والمفارقة المدهشة أن طواقم هذه الشركات في صالات مطاراتنا تستورد مواردها البشرية (الأرضية) وكأن البلد بلا شباب. فرنسيون يخدمون شركتهم في الرياض مثلما هم مصريون أيضا في صالة جدة الشمالية. والمفارقة المقابلة أنني حينما أركب ناقلنا الرسمي الوطني في مطار أجنبي لا ألمح الوجه السعودي كمعاملة بالمثل. وعودا على بدء: يعمل اليوم في - مكدونالد - السعودي ما لا يقل عن ألفي موظف في شركة بالغة الربحية وفي سوق يتمنى كل المنافسين الزحام عليه. ومع هذا فلا هي ضمنت لنا حدا معقولا من فرص التوظيف ولا هي حتى أعطت من قبلت به من شبابنا ذات حد الأجور الذي تدفعه لغيرنا في مدن الكون. أغادر المطعم السريع في ذات السوق ومن حولي يمنة ويسرة عشرات الماركات العالمية من شركات الاستثمار العابرة. لا مكان فيها للسعودي على الإطلاق رغم أنها - القاعدة - في كل مكان على الأرض تذهب إليه. لماذا نكون وحدنا نشازا حتى مع شركات تشحذنا فرصة الدخول فلا نطلب منها مجرد معاملتنا مثلما تعامل كل مكان تذهب إليه؟ علي سعد الموسى كاتب في جريدة الوطن