عرض مشاركة واحدة
  #30 (permalink)  
قديم 12-09-2021, 05:16 PM
عبدالرحمن شمران عبدالرحمن شمران غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2021
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 6
عبدالرحمن شمران يستحق التميز
رد: كنت تاجرا في موقع حراج


الرهينة (جزء 2)

الشقة من الداخل حسنة التأثيث لكنها لم تكن حسنة السمعة، دب أبيض كبير، قلب أحمر من القطيفة، شموع، صورة جدارية عملاقة لفنانة أمريكية شهيرة بوضع غير مؤدب، و سرير ثنائي مفكوك بجواره على الأرض مكيفات الإسبليت ، لاحظت أن فلاتر التهوية لم تنظف منذ زمن طويل، ربما منذ شراء المكيفات،، قال بعصبية :
- المكيفات شغالة و أضمنها لك ،،
رغم وضع الشقة المشبوه إلا أنني تيقنت من صدقه، تردد صوت جرس فذهب إلى الباب و نظر من العين السحرية ثم عاد متجاهلا الزائر قائلا لي بعصبية أعلى :
- سننتظر لبضع دقائق ..
تردد صوت غاضب خارج الشقة و ضربٌ بقبضة اليد ، تركني و عاد للباب ، انساب صوت ساخط من خارج الشقة :
- معي صيدة ، لا تخرب علي ، افتح
-ادفع الإيجار
- ما عندي الآن ، لكن سأدفع لك كما وعدتك و الله سأ ..
قاطعه صارخا :
- انقلع ..كل شهر تعدني و تخلف وعدك ، سببت لي مشاكل مع صاحب العمارة ..
- افتح ..
- انقلع !!!
كنت في وسط النيران ، لا حيلة لي ، يبدو أنه لن يفتح الباب حتى ينصرف رفيقه ،، أخذ يدور في الشقة غاضبا ، يهمهم مع نفسه و يركل الأشياء ، صرت رهينة ، قلت له بابتسامة سخيفة :
- سأنصرف
- و البضاعة ؟
- آآآ .. سآخذها في وقت لاحق.. ربما
هتف بغضب عارم :
- و الله ما تطلع إلا بالبضاعة
سحب الوحدة الخارجية لمكيف الإسبليت على أرض الشقة فأطلق صريرا حادا ،، فتح الباب و دفع الوحدة خارجا ، ساعدته في إخراج الوحدتين المتبقية ، كدت أخرج المال قبل أن يندفع شاب أبيض طويل القامة أنيق الهيئة و يسد الطريق و يصيح في صاحبه :
- الأثاث أنا من اشتريته ، بأي حق تبيعه ؟
-أبيعه لأدفع إيجار الشهور التي لم تدفع حصتك منها حتى الآن ..
- سأدفع ..سأدفع !
قالها و هو يلوح بيده في وجه صاحبه الذي رد بعنف و هو يدفع يد صاحبه بعيدا :
- خلاص يا بطل ،، صاحب العمارة يريدنا أن نخرج و لن يجدد العقد .. خربت علينا كل شي !
اندفعت قدم صاحبه بسرعة لتسقط الوحدة الخارجية للمكيف ، و اندفعت قدمه الثانية لتسقط وحدة ثانية ، اشتبكا في صراع مرير ، صعد الحارس السوداني على صوت الضجيج بسرعة ، تدخل لفض الصراع فتدخلت معه ، خُلعت أزرار ثوبي و تلقيت لطمة على أنفي كادت تكسره ، تجمع رواد الشقق المجاورة و صار هرج و مرج ، سمعت الحارس السوداني يقول :
- أمرني صاحب العمارة أن لا تخرجوا الأثاث حتى تدفعوا الإيجارات المتأخرة.
نزلت من الدرج ، أمام مدخل العمارة سيارة بداخلها فتاة تنتظر ، سيطول انتظارها ! ، اتصلت على عادل ، هتفت به :
- أين أنت ، تعال بسرعة !
ظهر أخيرا فركبت معه و أنا أبدو بحال مزرية ، نظر لي بقلق :
- هل حدث لك مكروه ؟
- لا ، انطلق الآن لموقع الكنبة !
- و المكيفات ؟
- البقية في حياتك ، ماتت المكيفات ،، و الآن انطلق بسرعة ، أخرجنا من هذا المكان الموبوء !




الجزء القادم يوم الجمعة بإذن الله
رد مع اقتباس