حلول البطالة Unemployment Solutions

حلول البطالة Unemployment Solutions (https://www.btalah.com/index.php)
-   إستراحة الأعضـاء (https://www.btalah.com/f10.html)
-   -   إنَّ النظرة سهمٌ من سِهام الشيطان، وفي غضِّ البصر عدَّة منافع: (https://www.btalah.com/t291391.html)

مِن هُنا 25-03-2011 08:11 PM

إنَّ النظرة سهمٌ من سِهام الشيطان، وفي غضِّ البصر عدَّة منافع:
 
1- أنَّه امتثالٌ لأمر الله الذي هو غاية العبد في دُنياه وفي آخِرته، فليس للعبد في دُنياه وآخِرته أنفع من امتثال أوامر ربِّه - تبارك وتعالى - فالذي يسعَدُ في الدُّنيا والآخِرة هو مَن يمتَثِل أوامرَ الله، ومَن يشقى في الدُّنيا والآخرة هو الذي يُضيِّع أوامرَ الله.

2- أنَّه يمنَعُ من وُصول سهْم الشيطان المسموم الذي قد يكونُ فيه هَلاكُه إلى قلبه.

3- أنَّه يورث القلب أنسًا بالله ويجمَعُه عليه، أمَّا إطلاق البصر فإنَّه يُغرِق القلبَ ويُشتِّته ويُبعِده من الله، وليس على القلب شيءٌ أضر من إطلاق البصر، فإنَّه يُورِث الوحشة بين العبد وربِّه.

4- أنَّه يُقوِّي القلب ويفرحه، كما أنَّ إطلاق البصر يُضعِفه ويحزنه.

5- أنَّه يُلبِس القلب نورًا كما أنَّ إطلاقه يُلبِسه ظُلمة؛ ولهذا ذكَر الله - سبحانه - آية النور عقيب الأمر بغضِّ البصر؛ قال - تعالى -: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ [النور: 30].

ثم قال إثْر ذلك: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النور: 35]؛ أي: مثَل نوره في قلْب عبده المؤمن الذي امتَثَل أوامرَه واجتنب نواهيَه، وإذا استنارَ القلب أقبلَتْ وُفودُ الخيرات إليه من كلِّ ناحية، كما أنَّه إذا أظلَمَ أقبلتْ سحائب البلاء والشر عليه من كلِّ مكان؛ من بدع وضلالة، واتِّباع هَوًى، واجتناب هُدًى، وإعراضٍ عن أسباب السعادة، واشتغالٍ بأسباب الشقاوة، فإنَّ ذلك إنما يكشفه له النورُ الذي في القلب، فإذا نفد ذلك النور بقي كالأعمى الذي يمشي صاحبُه في الظلام.

6- أنَّه يورث فِراسةً صادقة يميز بها بين الحق والباطل، والصادق والكاذب، ويقول أهل العلم في ذلك: مَن عمَّر ظاهره باتِّباع السنَّة، وباطنَه بدوام المراقبة، وغضَّ بصَرَه عن المحارم، وكفَّ نفسَه عن الشهوات، والتَزَم الحلالَ - لم تُخطِئْ له فراسة.

والله - سبحانه - يَجزِي العبدَ على عمله بما هو من جنس عمله، ومَن ترَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، فإذا غضَّ بصره عن محارم الله، عوَّضه الله بأنْ يُطلِق نور بصيرته عوضًا عن حبْس بصرِه لله، ويفتَح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي تنالُ ببصيرة القلب، وهذا عكس ما وصَف الله به اللوطيين من العَمَهِ الذي هو ضدُّ البصيرة؛ فقال - تعالى -: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر: 72]، فوصَفَهُم بالسكرة التي هي فَساد العقل، والعَمَهِ الذي هو فَساد البصيرة.

7- أنَّه يُورِث القلب ثَباتًا وشجاعةً وقوةً، فيجمع الله له بين سُلطان النصرة والحجَّة، وسلطان القدرة والقوَّة، كما في الأثَر: "الذي يُخالِف هَواه يَفرَق (يخاف) الشيطان من ظلِّه"، وعكس هذا تجدُ في المتَّبِع لهواه؛ من ذلِّ النفس ووضاعتها، ومَهانتها وخسَّتها وحَقارتها ما جعَلَه الله - سبحانه - فيمَن عَصاه، وقد جعَل الله - سبحانه - العزَّ قرين طاعته، والذلَّ قرين معصيته؛ فقال - تعالى -: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال - تعالى -: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139].

والإيمان قول وعمل، ظاهر وباطن، قال - تعالى -: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10]؛ أي: مَن كان يريد العزَّة، فليطلبها بطاعة الله وذِكره من الكلم الطيب والعمل الصالح، وفي دعاء القنوت ((إنَّه لا يذلُّ مَن والَيْتَ، ولا يعزُّ مَن عادَيْتَ))، ومَن أطاعَ الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العزِّ بحسب طاعته، ومَن عَصاه فقد عاداه فيما عَصاه فيه، وله من الذلِّ بحسب معصيته.

8- أنَّه يسدُّ على الشيطان مدخَلَه إلى القلب، فإنَّه يدخُل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نُفُوذ الهواء في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليه، ويزيِّنها ويجعلها صنمًا يعكف عليه القلب، ثم يَعِدُه ويُمنِّيه ويُوقِد على القلب نار الشهوة، ويُلقِي عليه حطَب المعاصي التي لم يكنْ يتوصَّل إليها بدون تلك الصورة؛ فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجدُ فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات، فإنَّ القلب قد أحاطَتْ به النِّيران من كلِّ جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنُّور؛ ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات للصور المحرَّمة أنْ جَعَلَ الله لهم في البرزخ تنُّورًا من نارٍ أُودِعت أرواحهم فيه إلى يوم حشر أجْسادهم، كما أراها الله - تعالى - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم-في المنام في الحديث المتَّفق على صحَّته.

9- أنَّه يُفرِّغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتِغال بها، وإطلاق البصر يُنسِيه ذلك ويَحُول بينه وبينها، فينفَرِط عليه أمرُه، ويقَع في اتِّباع هَواه وفي الغَفلة عن ذِكر ربه، قال - تعالى -: ﴿وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]، وإطلاق النظر يُوجِب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.

10- أنَّ بين العين والقلب منفذًا وطريقًا يُوجِب انتقال أحدهما عن الآخَر، يصلح لصلاحه، ويفسد بفَساده، فإذا فسد القلبُ فسَد النظر، وإذا فسَد النظر فسَد القلب، وكذلك في جانب الصلاح، فإذا خربت العين وفسدت، خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محلُّ النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يَصلُح لسكنى معرفة الله ومحبَّته والإنابة إليه والأنس به والسرور بقُربه فيه، وإنما يسكن فيه أضدادُ ذلك.

من كتاب: "الجواب الكافي لِمَن سأل عن الدواء الشافي"؛ للإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر، الشهير بابن قيِّم الجوزيَّة .

منقول بتصرف د. أحمد إبراهيم خضر (شبكة الألوكة)

إِنتعآش~ 25-03-2011 09:00 PM

جزاك الله خير

موضوع جدا مهم ...

يارب يسرها يارب 25-03-2011 10:09 PM

جزيت خييرا
وجعل ذلك في موازين حسناتك

مغاامرٍ 25-03-2011 10:43 PM

جزاك الله الف خير وكثر الله من امثالك على النقل المميز

نحتاج الكثير والكثير من هذه المواضيع لاننا نعاني

ونشكوى لله قسوة قلوبنا وجهلنا

العيون السود 25-03-2011 10:51 PM

جزاك الله خير
شـكرا لك وبارك الله فيك... لك مني أجمل تحية .

wooow 25-03-2011 10:56 PM



اللهم طهر جوارحنا ياحي ياقيوم
الله يجزاك الفردوس (من هنا)


,,

رهين جرحه 25-03-2011 11:01 PM

جزاك الله خير

بنوته قمر 25-03-2011 11:28 PM

[align=center]أعاننا الله وأصلح حال الشباب والبنات وهداهم الى طريق الصواب
والله يجزاك خير[/align]

خبير العطور 26-03-2011 02:52 AM

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك. والى الامام.

مِن هُنا 26-03-2011 10:42 AM

وجزاكم ألف خير .

بارك الله فيكم ووفقكم .


الساعة الآن 06:59 AM

Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين