بورصة: تعتبر شركة ارامكو السعودية الرافد الاقتصادي الوطني بحكم أنها أكبر شركة بترول في العالم وصاحبة أكبر انجازات اقتصادية وتعليمية وتنموية في الوطن ولها مساهمات متعددة بخدمة المجتمع وبما أن مسقط رأسها في مدينة الظهران فكان لها الدور الرئيسي في تغذية الوضع المعيشي والتعليمي لأبناء المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بشكل خاص وباقي أبناء الوطن من المناطق الأخرى بشكل عام.

وما أجبرني لكتابة هذا المقال هو أن من أهم أسباب رفع كفاءة الموظفين وتحسين مستوى أدائهم الوظيفي هو العدل والمساواة بينهم والتي للأسف اكتشفت أنها غير موجودة في شركة النفط العملاقة (ارامكو) حيث يوجد فئتين من الموظفين حسب الدرجة الوظيفية الأولى هي الفئة الذهبية والثانية هي الفئة النحاسية وليتها كانت فضية!!. والدلع والرفاهية يتمتع بها الموظفي الذهبي فقط وسوف أسرد لكم ما الذي كنت لا أعلمه!! عن مميزات فئات موظفي ارامكو والتفرقة فيما بينهم..

لم أكن أعلم يا ارامكو بأنه يوجد لديكِ مطاعم للموظفين الذهبيين فقط ويمنع الموظف النحاسي من دخولها.. ومن يدخلها من النحاسيين يعتبر مخالف لأنظمة الشركة وسوف يطرد من قبل رجال الأمن الصناعي وإن كان بطنه خاوياً من الطعام ويصرخ من شدة الجوع!!

لم أكن أعلم يا ارامكو بأن الموظف الذهبي يحصل على 60% من راتبه الأساسي عندما تبدأ إجازته السنوية بينما الموظف النحاسي لم يتذكره نظام الشركة أو رؤسائها الكرام بأي ميزة تُذكر ولو بـ 200 ريال!! كمصاريف جيب..

لم أكن أعلم يا ارامكو بأن (الكامب) وهو الاسم الانجليزي الشهير للسكن الداخلي بالشركة بجميع مرافقه وما يحتويه من سينما ومقاهي ومطاعم وحدائق مخصص للموظفين الذهبيين وعوائلهم.. بينما لا يحق للموظف النحاسي إلا أن يرى بوابات الـ (كامب) فقط..

لم أكن أعلم يا ارامكو بأن الشاطئ اللازوردي في منطقة نصف القمر حلالاً للموظف الذهبي وعائلته وحراماً على الموظف النحاسي وعائلته.. يعتبر شاطئ ارامكو من أنظف شواطئ المنطقة الشرقية من حيث النظافة والمساحة والتشجير والمرافق والأمن والأمان..

هذه العنصرية في ارامكو تذكرني بأمريكا وثورة اصحاب البشرة السوداء فيها عندما نفذ صبرهم وتمكنوا من تغيير الواقع حتى نجح أحد مواطنيها السود من أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.. كل ما أتمناه ويطمح له كل ذو عقل وحكمة بأن يتم إنصاف الفئة النحاسية قبل أن نرى ثورتهم ويطالبون بتغيير النظام!!

مواطن شجاع