هـُـنا ننثر شيئاً من روائع الشعر الشعبي القديم والذي يحمل بعضاً من الفكاهة
وإليكم هذه الرائعة القديمة وهي عبارة عن محاورة بين فتاتين جامعيتين بدوية وحضرية يُـقال أن الحضرية نعتت البدوية عندما مرت من أمامها وقالت شوفوا البدوية فما كان من البدوية إلا أن هاجت شجونها وفاضت قريحتها وقامت بتجهيز هذه القصيدة وفي اليوم التالي قدمتها للحضرية
تقول
وش عاد لـو قـلـتـي علـى بدويــه ** ايـه بدويـه واعشـق ا لبـل والخيــل
اهلى هل النخوات واهـل الحميـة ** واهل الحطب والنار والبن والهيـل
واهلى ترى يا ملعلمه يا حضريه ** اهل الـدلال واهل سكـب الفناجيــل
ديـوانـهـم مــازيـن بـمـزهـريــة ** ولا زين بعض الصور والتمـاثيــل
زيـن بسيـف وخنجـر وبـنـدقـيـه ** في مجلـس تطيـب فيـه الـتعـاليـــل
وان كنتي ما تدرين لـدّي عـليـــه ** في كلـمـه مافيهـا شـرح وتـعـليـــل
سمعتي وش قالت وفاء الشمريــه ** سمعتـي وشهو رد بنت الرجاجيــل
فحنا هل النخـوات واهـل الحميـه ** واهل الدِلال الصفر واهل المعاميل
حـنـا مـعـادنـا ذهـب يالـغـبيــــه ** يفـخـر بنـا جيـل بثـرجـيـل وجـيـل
وردت الحضرية بالأبيات التالية
تقول
ايه حضريه وبافتخر بالحضريه ** وما همنـي يالـطيبـه وش تـقـولـيــن
طبعي كذى هادي ماحب الاسيـه ** وانـتـي مـع كـل حـرف تـزومـيـــن
اش فيـك يابنت الـبـدو يابدويــه ** دايـم من اسبـاب الحضارة تـعـانيـن
ليش التكبـر فيك والـغـطـرسيـه ** احـجـب عـيونـك عننـا مـاتـشـوفيـن
حـنـا تـراه عـلـومـنـا سـوسنيـه ** وش عاد لـو انا من ذوات البسـاتيـن
وان كان ندمح زلتـك مـفـهـميـه ** لا تـحـسـبينــه خـوف ولا تظـنيـــن
حـنـا تـرى عـوايـل اجــوديـــه ** نغلي البساطة ونعشق الطيب واللين
حـنـا تـرى ولا تـرى يـا آدمـيـه ** روحـي مـا عـاد يهـمنـي ماتقـوليــن
وقد انتشرت هذه المحاورة انتشاراً واسعاً في وقتها