محمد الشهراني
كليات التقنية مصدر للبطالة ؟؟
محمد الشهراني
عندما أنشئت الكليات التقنية في بلادنا وأعتقد إن لم تخني الذاكرة أن بداياتها كانت في عام 1403هـ شعرنا بارتياح واسع النطاق لنظرة المسئولين المستقبلية لمواكبة التطورات التقنية والعلمية وتلبية لاحتياجات سوق العمل السعودي الذي واكب في تلك الفترة إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع والذي أضحى في وقتنا الحالي يغص بالمتردية والنطيحة من العمالة الوافدة التي وصل تعدادها إلى 9 ملايين عامل .
في الواقع وبعد 26 عاماً من إنشاء أول كلية تقنية لم نحصد إلا البطالة بين أبنائنا وبناتنا فنحن نواجه فائضا كبيرا في عدد خريجي الكليات والمعاهد التقنية في المملكة والتي يبلغ تعدادها حوالي 60 كلية ومعهدا يواجه خريجوها صعوبات جمة في الحصول على الوظيفة المناسبة والملائمة لتخصصاتهم وفي عين الوقت تتزايد الحاجة كل عام في سوق العمل إلى الأيدي العاملة التي تتمتع بخبرات عملية وتخصصية ....وجهابذة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ” لاحظوا المسمى ما أطوله ” لا زالوا مصرين على التدريس باللغة العربية ....واهتماماتهم تنحصرعلى الكم لا الكيف ....ويسوّقون لأنفسهم إعلامياً باقتدار...وكل عام يٌغيرون خطط الكليات التعليمية من 4 فصول دراسية في العام إلى 3 فصول ويمكن العام القادم فصل واحد .... ومناهجهم لم يطرأ عليها تغيير أو تجديد.... حتى المعاهد الأهلية التي يٌرخصون لها شهاداتهم ما تسر ولا تنفع في التوظيف ؟! إذن ما الفائدة من وجودها إذا لم تكن رافداً للمؤسسة ؟؟
يقول لي أحد خريجي الكليات التقنية كان يوم التخرج يوم ألم وتعاسة بالنسبة لي ولجميع الخريجين في هذه الكلية بدلاً من أن يكون يوماً مبهجاً نشعر بالغبن والإجحاف، وبأن جهدنا ضاع وازدادت تعاستنا حينما تخرجنا ثم صار مصيرنا البطالة أو الرواتب المتدنية. وبغية رفد المجتمع السعودي وسوق العمل بالمزيد من الكوادر المهنية المدرية أرى ضم الكليات التقنية إلى التعليم العالي أسوة بكليات المعلمين والكليات الصحية وكليات البنات كما يجب العمل على تغيير سياساتها المنهجية بما يكفل حصول خريجيها على فرص وظيفية مناسبة في القطاع الخاص الذي يشترط إجادة اللغة الانجليزية والحاسب الآلي كما حدّثني أحد رجال الأعمال يقول نحن نرغب في سعوده الوظائف ونشجع الشباب السعودي على الانخراط في القطاع الخاص لكننا نصطدم بتواضع وضعف اللغة الإنجليزية وعدم المعرفة الكافية بالحاسب الآلي لدى خريجي الكليات التقنية لأن المناهج تٌدرس باللغة العربية مما يكلف الشركة مبالغ إضافية في تدريبهم وتعليمهم .....وأٌضيف إلى ما تحدث به رجل الأعمال أنه لابد أن يكون لرجال الأعمال والصناعة دور في اختيار التخصصات المناسبة في الكليات التقنية والتي تتواءم مع متطلبات سوق العمل بدلاً من التخصصات الحالية والتي تفضي بخريجيها إلى البطالة .
× ومضة : هذي بلادي لي بها نخلة .. وقطرة في السحاب .. وقبر يحتويني .. هي عندي أجمل من مدن الضباب .. من مدن لاتعرفني .. أجوب الشوارع فيها وحيداً .