أعرف هذا الشعور جيداً ..فأهرع لأقرب مكان مظلم ومعزول !!
ينتابني شعور فظيع...؟
إن تكلمت لن يسمعوني .. وإن سكت سأنفجر !!
أحارب الدمعات الثائره .. والجروح الغائره
أغسل وجهي كي يختلط دمعي مع قطرات الماء فلا يُميز بينهما !!
كم أخشى أن يروا دمعي .... فيعرفون ضعفي .. هم حثالة .. سوف يردونني برصاص كلماتهم كلما شاءوا أن يروا إحتضاري ..
أحاول التنفس ببطئ .. أقلل من التوتر .. أعزل الألم ..
لافــــــــــــــــــــــــائده ..
لا جدوى من محاولات التحكم بالأعصاب .. لم أستطع التلاعب بالكلمات ..سحقاً دائماً أفشل و تفشل.. !!!
عبرات تجتاحني .. عضب يقصفني .. إحباط يعتقلني .. حزن يقيدني ..
قبل أن أصل إلى إنهياري
أفقد إحساسي بالأشياء شيئاً فشيئاً ..
تبقى عيناي بلا حراكـ .. وكأنهما محنطتان .. لاترمش جفوني إلا في حين ولادة الدمعهـ ..
في لحظة الإنهيار .. حين أفقد الإحساس بكل شي حولي ..
وأشعر وكأنني أطفو فوق العدم ..
أسمع سيمفونيات الألم ..
أرى جميع ذكرياتي المؤلمة تتراقص أمامي..
تتحركـ بداخلي النشوهـ
فأتلذذ
بمعانقة الأحلام المذبوحهـ .. وتقبيل الآمال المجلودهـ ..
أحتسي خمر الكآبهـ .. طامعا بالمزيد من العذاب ..
هناكـ فوق العدم .. في اللامكان .. حيث يتوقف الزمن
أتمنى أن يتوقف النفس .. وتغادرني الروح .. فتنفصل عن الجسد ... هذا كفيل بإعدام الألم .. سوف يتوقف الألم ..
عندما تفارق الروح الجسد .. أموت .. فيتوقف الألم
ولكن لا أستطيع أن أجزم !!!
فالسؤال الذي يخالجني !!
هل سيتوقف الألم حقا ؟!
أم أنهـ سيصبح إثنين .. ألم يداعب الروح والآخر يُعاشر الجسد ؟!
بعد هذا .. أدركـ وللأسف .. أني شخص مثير للشفقهـ ..
فأنا لا أحب أن أراني مهزوما أتجرع مرارة خساءة من كُتبت علي معاشرتهم
{ لن أكون الضحيهـ فقد خلقت لأكون مناضل} ..
{ لا .. لن يفيدني الحزن } ..
فأسارع بلملمة شتاتي .. وترتيب أفكـاري .. وتحديد أولوياتي ..
لن أجعلهم يرون ضعفي .. مادامت قوتي .. تجعلهم يخشون مواجهتي ..
لن أجعلهم يرون تعاستي .. مادامت إبتسامتي .. تجعل لحظة إنهيارهم تبدا