عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 20-11-2006, 10:58 AM
رأإكـأإن رأإكـأإن غير متصل
ناقـــد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 139
معدل تقييم المستوى: 36
رأإكـأإن تم تعطيل التقييم
Question رأإكـأإن .....وزيراً للـ…… !

دخلت للقاعة المخصصة للمقابلة الشخصية للفوز بأحد المقاعد لبرنامج تعده احدى الجهات الحكومية للابتنعاث الخارجي للحصول على شهادة عليا في مجال الإقتصاد ، وبدأت المناقشة بيني وبين خمسة سعوديين ومغربي كانو يمثلون اللجنة المسؤولة عن تقييم المتقدمين لهذا البرنامج وبدأت المناقشات حامية الوطيس حتى أن غبارها انسل من تحت ابواب القاعة باتجاه ممرات ومكاتب هذه الجهة ولا تكاد تسمع سوى حشرجة الرجال واسطكاك الاقلام وصهيل الاسئلة تنبعث من ساحة المقابلة ! وبالطبع كانت أغلب الآسئله تدور حول مفهوم الاقتصاد والانفتاح الاقتصادي ودور العولمة في تقريب أو ابعاد اقتصاديات العالم والنفط واسعاره وغيرها من المواضيع التي يراد منها خلخلة راسك لمعرفة ما تفكر به بالضبط قبل أن يؤذن لك بالذهاب للولايات المتحده الامريكيه . وفي نهاية المقابلة سألني أحدهم عن المنصب الذي اسعى له في المستقبل ! فكرت قليلاً بيني وبين نفسي قلت ياولد لو قلتله اسعى لاي منصب جيد ومحترم سيقول هذا شخص فاقد للطموح وربما لا ينفع لدراسات عليا ، وعندها أكون حكمت على نفسي بالفشل في هذه المقابله . فتوكلت على الله جلت قدرته وقلت بالفم المليان ” أسعى الى أن أكون وزيراً ” ! نظر لي نظرة غريبة مغلفة بابتسامة مصطنعة ارتسمت على ملامح وجه . احاول من ذلك الوقت معرفة سرها دون أن اصل لنتيجة مقنعة ! .
دائماَ ما اتذكر هذا الموقف محاولاً تخيل ذلك العضو وهو يقول لي ” طيب أي وزارة ودك تمسك ؟ ” ، طبعاً حمدت ربي أنه لم يسالني هذا السؤال والا كنت عكيت في الكلام وما عرفت أصرف نفسي ، ولكن ذلك لم يمنعني من تخيله وهو يلقي على بذات السؤال ” طيب أي وزارة ودك تمسك ؟ ” . أي وزارة ياربي أي وزارة .. الحقيقة أحترت حتى وأنا أتخيل وتذكرت النظرية التي تقول أن الوصول للقمة معناه الاستعداد لمرحلة الضياع .. وبالفعل هذا اللي حصل معي كانت جميع الوزارات .. تخيلوا .. جميع الوزارات قابله لكي أشغلها ، لم يضع خيالي لي في تلك اللحظة أي عائق أو جدار فاصل يمنعني من شغل أي منها !! لكن مع ذلك بديت حائراً ومرتبكاً أحاول جاهداً ان افكر بمنطقية وبعدم تسرع حتى لا تأتي الأمور بغير ما أريد .. وبينما أنا مستغرق في التفكير تذكرت قصة من قصص الف ليلة وليله كانت احداثها قريبه مما كان يشغل تفكيري . وتدور حول أمير من الامراء الذين ابتليت بهم احدى الامارات كان من شدة فراغه ( تخيلوا أمير وعنده فراغ ومو عارف وش يسوي !! ) دائماً ما يحاول تسلية نفسه بتدبير بعض المكائد للحاشية القريبة منه ومع خدم قصرة ، ويتسلى بما يحدث بينهم من مشاكل وصراعات طبعاً بسببه ، ومرة من المرات كان هذا الامير يسير ليلاً في احد شوارع المدينة برفقة وزيره واحد الحراس فوجد احد المشردين مستلقياً على الارض ويبدو أنه كان مخموراً فخطرت ببال هذا الامير فكرة مجنونة ! طلب من الحارس حمل هذا الرجل المشرد والذهاب به لقصره ! وعند وصولهم أخبر الامير الوزير بخطته وانه يريد ايهام هذا الرجل المخمور عندما يصحوا في الصباح انه اصبح اميراً وانه للتو تولى مقاليد الحكم في هذه الامارة وطلب من الوزير ان يجهز الرجل بالملابس المناسبه وان يخبر جميع من في القصر بان يمثلو هذا الدور امام الرجل المشرد ويوهموه ايضاً انهم تحت سمعه وطاعته ، وبالفعل سارت الخطة كما ارادها ذلك الامير المشاغب فما ان افاق الرجل من سكرته حتى وجد نفسه في سرير الوالي ! فاصابه الذهول مما رأى ولم يطل ذهوله حتى دخل الوزير وحياه كما يحيا الولاة بكل احترام وتبجيل فكاد عقل هذا الرجل يقفز من مكانه ! وبعد ذلك ذهب به الوزير لمجلس الامارة واجلسه على كرسي الامير الوثير واستدعى الخدم والحشم لتقديم السلام والطاعة للامير الجديد . كان كل هذا المشهد يحدث والامير الحقيقي يتابعه من خلف الستارة وهو في نوبة ضحك عارمة ، فالامر بالنسبة له مجرد تسلية . الرجل المشرد والذي اصبح بين يوم وليلة اميراً ضن ان ما يحدث حوله ما هو الا حلم جميل سينتهي بمجرد أن يصحو من نومه ، لكن الحلم طال .. واصبحت الرسائل ترد للقصر حول ما يحدث داخل الاماره وبالطبع يجب ان تمر على الامير الجديد لقرائتها ، وبالفعل قضى ذلك اليوم على تلك الحال ما بين وفود يستقبلها وأخرى يودعها ورسائل تقرأ له ، وفي المساء جاء وقت السهر والشراب فاكل وشرب هذا اللامير حتى سكر .. فلم يعد يعقل ما يجري حوله ، عندها ظهر الامير الحقيقي من خلف احد الابواب وطلب من حراسه ان يعيدوا هذا المشرد لمكانه الذي وجد فيه بالامس ! وبالفعل اعيد الرجل والقي في الشارع الذي كان ينام فيه . وفي الصباح افاق الرجل على واقعه الحقيقي .. أخذ ينظر حوله باحثاً عن الخدم والحشم .. ولكن لا احد ، عندها تيقن الرجل انه كان يعيش حلماً لا أكثر . وفي المساء مارس الامير لعبته القذره ثانية .. امر الحراس ان يأتوا بالرجل مرة اخرى للقصر ويفعلو معه ما فعلوه بالامس .. وفعلاً لم يأتي الصياح الا والرجل المشرد نائماً على سرير الامير ، وافاق الرجل من نومه ليجد ما كان وجده بالامس ، فعرف انه عاد لحلمه الجميل مرة أخرى وفي هذه المرة قرر اللامير المشرد أن يتخذ قرارات استراتيجية في الامارة كان يحلم بها منذ زمن . فجمع جميع الوزراء في مجلسه وامر وزير المالية بان يخرج من خزينة الدولة الاموال اللازمة لتوسيع الطرق بالامارة ! وللاعطاء قروض زراعية للمزارعين ، وبشراء منتجاتهم باسعار مرتفعة ، وامر كبير حراس الامارة بان يقوم باطلاق جميع المسجونين السياسيين وان يعطى للجميع الحق بان ينتقدوا الامارة كما يريدون دون ملاحقة أو تحقيق ! طبعاً كل هذه الاوامر كانت تحت سمع وبصر الامير الحقيقي الذي بدى الامر بالنسبة له كلعبة بلايستيشن يحركها كيف يشاء ويغلقها متى ما اراد . كانت قرارات الامير المشرد تصدر منه .. ومنه الى مزابل القصر طبعاً .. كان الجميع يعلم بهذه اللعبة حتى خدم القصر وكتابه وموظفيه ووزراءه الجميع كان يقوم بدوره التمثيلي كما يجب . استمر الامير على لعبته هذه لفترة من الزمن كان فيها المشرد كمن يلقى به كل يوم من اعلى دور الى الارض ويسرعة صاروخية .. فليس من السهل ان تعيش حياتين متناقضتين تماماً ، مره تنام على فراش مريح ناعم ومرة تصحو على قارعة الطريق مشرداً لا تجد احياناً ما تسد به رمقك ! . تذكرت هذه القصة وقارنت نفسي بذلك المشرد المسكين وعرفت مكمن العلة ! .
أتدرون ما الخطأ الذي وقع به المشرد عندما كان يصدر قراراته ؟
لقد نسي نفسه .. نسي أن يتخذ أهم قرار استرايجي يخدم حالته وحالات مشابه له ؟ كان بامكانه ان يصدر قراراً مثلاً ببناء مساكن للمشردين وصرف معونات لهم ، لكنه ذهب لقضايا ابعد عن واقعه . الم أقل لكم انه بمجرد أن تصل للقمة فانت في طرقك لعالم الضياع .
نعود للمنصب الوزاري الذي أحلم بشغله .. والذي يبدو انه سيكون كحلم ذلك المشرد ، ويبدو انني ساعتمد على ترشيحاتكم لانسب حقيبه وزاريه يمكن أن احملها وترضي في نفس الوقت ذلك العضو في اللجنة الموقرة . فما الوزارة التي في تصوركم تليق بشخصي المتوااااضع !!

رأإكـأإن