عرض مشاركة واحدة
  #3 (permalink)  
قديم 20-09-2006, 02:41 PM
النشمي النشمي غير متصل
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: الرياض
المشاركات: 5,131
معدل تقييم المستوى: 1627817
النشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداعالنشمي محترف الإبداع
رد: من مفرزات البطالة

رفضن التسول والانحراف رغم ضيق العيش ..
باحثات عن عمل ل«الرياض»: لا نريد صدقات ولا إعانات بل نريد عملاً شريفاً نقيم به حياتنا



استطلاع - غزيل العتيبي
الحديث عن البطالة لا ينتهي، فالامر ليس ارقاما و اعدادا في طابور طويل من العاطلين و العاطلات، انه اكبر من ذلك بكثير فوراء كل رقم هناك معاناة حقيقية، هناك احلام تعيش في وجدان كل شاب و فتاة و هناك آمال كبيرة بأن يكون الغد افضل و اجمل وطموح آخر بأن تنتهي فترات الخذلان و تبدأ فترة من الانفتاح على مستقبل اجمل، او على الاقل حال افضل..
و ضيفات استطلاعنا اليوم هن من الباحثات عن عمل، ولكل واحدة منهن قصة تربط رقمهن في طابور البطالة بكونهن بشراً تملأ افئدتهن احلام و آمال و طموحات، انهن سعوديات فضلن مواصلة دراستهن في مختلف المجالات للحصول على شهادة تؤهلهن للحصول على عمل شريف يستطعن من خلاله تحسين ظروفهن المعيشية واعالة أسرهن ولكن حلمهن بالحصول على عمل لم يتحقق على الرغم من البحث الدائم لذلك توجهن ل«الرياض» من اجل بث معاناتهن التي سوف تنتهي بمجرد الحصول على وظيفة..

عمل لإعالة الأسرة
بداية تقول (مها السبيعي) خريجة اللغة العربية.. تقول : «توفي والدي رحمه الله قبل سنتين وبعد وفاته بسنة توفي إخوتي الذكور في حادث سيارة، و بقينا نحن البنات سبعا انا اكبرهن نعيش مع امي التي اصبحت منذ وفاة اخوتي في حالة نفسية يرثى لها، شعرت عندما ألمت بنا المصائب و انهارت امي ان الحمل قد وضع على كاهلي و انني ينبغي ان اكون اقوى من اجل الجميع، فمازال المشوار طويلا في تعليم اخواتي الصغار، و اعالة اسرتي، و لقد قلت لنفسي انني درست بجد حتى حصلت على بكالوريوس الآداب تخصص اللغة العربية و انا مؤهلة تماما للعمل و من حقي ان اجد عملا شريفا اعول به اسرتي الان، الا انني كنت احلم، فقد مضت ستة اعوام على تخرجي و انا بلا عمل طرقت كل الابواب بلا جدوى و طبعا في وزارة الخدمة المدنية قالوا لي لايوجد وظيفة تناسب تخصصك».
وتردف : «أريد عملاً استطيع من خلاله مساعدة اخواتي على مواصلة دراستهن وكذلك دفع ايجار المنزل وتكاليف علاج والدتي حفظها الله» تؤكد «لاأريد صدقة ولكن اريد عملاً احفظ به عائلتي من الضياع فلماذا يبدو الامر مستحيلا الى هذا الحد.

إعانات.. لا نريدها
و لنوف الروقي قصة قريبة الشبة لقصة سارة و رغم ان المعاناة متشابهة الا اننا نصر على انهن لسن ارقاما نعدها وانما بشر تكاد مشكلاتهن تقفز من فوق السطور، نوف تقول عن حياتها : توفي والدي تاركا امي و سبعة ابناء و بنات، جميعهم على مقاعد الدراسة ماعداي فلقد تخرجت قبل خمس سنوات من جامعة الملك سعود تخصص علم نفس و منذ ذلك الوقت و انا اراجع وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل من اجل الحصول على وظيفة ولكن لم احصل على أي عمل حكومي او أهلي يمكنني من خلاله مساعدة اسرتي و نفسي فنحن نحتاج للكثير من المصاريف اضافة الى الفواتير والايجار وغير ذلك، لكننا لا نريد اعانات و لا صدقات و لا احب ابدا ان اركض وراء صدقة يتصدق بها علي اهل خير او جمعية خيرية، انني اريد عملا شريفا و لا اعتقد انني اطلب الكثير..

الحالة تجبر على التوسل
أم محمد التي شاركتنا معاناتها مع الحياة و معركتها في البحث عن عمل : «أصيب زوجي والذي كان يعمل حارس امن في أحدى المنشآت براتب وقدره (1700)ريال بحادث سيارة اجبره على البقاء في المنزل وبالتالي فقدنا الدخل الوحيد الذي كنَّا نعيش من خلاله، لم استطع توفير الزي الخاص بالمدارس وكذلك المصروف اليومي لاولادي الثمانية، ولسوء ظروفي خرج بعض الصغار لممارسة التسول في الطرقات وامام الاشارات، و انا يتفتت كبدي على هذا الامر لكنني لا استطيع تغيير الواقع فامكانيات حياتنا لا تسمح برفاهية ان نعيش و نتعلم و نلبس و نسكن و نأكل..
وتتوقف قبل ان تستأنف قائلة : طبعا بحثت عن عمل، وسعيت لدى وزارة التربية و التعليم للعمل كمراسلة دون جدوى وكذلك ذهبت للبنوك ووزارة العمل ولكن بلا فائدة وتتابع قائلة «احلم بأن يكون ابنائي اطباء ومهندسين، احلم بأن يكونوا افرادا صالحين في مجتمعهم بدلاً من الوقوف امام ابواب المساجد او الاشارات المرورية، احلم لهم بحياة نظيفة شريفة و بمنزل قادر على الوقوف في مهب الريح وكل شئ سوف يتغير بمجرد حصولي على عمل»

عمل يحفظ ماء الوجه
ونستأنف رحلة البحث عن عمل مع ضيفات الرياض اللواتي شاركننا همومهن فهذه (حليمة علي)الجامعية خريجة رياض الاطفال والتي عززت شهادتها بدورات في برمجة الحاسوب و مع ذلك لا تعمل و بدورها تعيش ظروفا عائلية متعبة، تقول حليمة : «والدي متقاعد ويبلغ تقاعده (2200)ريال ولدي 8 أشقاء وجميعهم صغار وطلاب، وتقاعد والدي لايكفي لمصروف المدرسة وإيجار المنزل ودفع الفواتير فما بالكم بمتطلبات الحياة اليومية من اكل ولبس و علاج وغير ذلك، انا اريد عملا ولا اشترط ان يكون في نفس تخصصي، لقد ذهبت الى العديد من المدارس الاهلية ووزارة الخدمة المدنية ولكن لم اوفق الى الآن في الحصول على العمل هل هو كثير ان اجد عملا يساعد اسرتي ان تحيا حياة كريمة بلا تسول او انتظار لصدقة تأتي او لا تأتي و حين تأتي يذهب معها ماء الوجه و الكرامة..؟

سؤال معلق
صالحة عبدالله زوجة سجين و تعيش نفس الظروف وتشترك مع ضيفاتنا في رفضها للصدقة و بحثها عن عمل تقول : «لدي ثلاثة اطفال ولكن بعد ان حكم على زوجي بسبع سنوات سجناً اصبحت اعيش مع والدي والذي بدوره يعول اسرة كبيرة و لا يحتمل اربعة اطفال اضافية على عاتقه».
وتواصل «ذهبت لوزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية ولكن لايوجد وظائف حسب كلامهم».
وتضيف «العمل سوف يلبي احتياجات ابنائي وكذلك استطيع مساعدة والدي الذي اصبح بسبب كبر سنه غير قادر على مواصلة العطاء، و لكن اين يمكن ان احصل على عمل ومتى؟..

عائلة بلا معيل
و اخيرا و ليس بآخر فالطابور طويل جدا و نحن نختتم استطلاعنا مع امل تركي التي تتحدث معنا التي تقول: «اقيم مع اسرتي في منزل بالايجار ووالدي طرد من العمل بسبب مرضه النفسي ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش على المساعدات التي يقدمها لنا الجيران خاصة وان الجمعيات الخيرية رفضت مواصلة مساعدتنا».
وتضيف «لقد مللت حياة التذلل للناس اريد وظيفة استطيع من خلالها العيش بشكل افضل مع عائلتي دون الحاجة لمساعدة الآخرين». وتؤكد لافائدة من وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية وكذلك المدارس الاهلية فالجواب الذي يقابلك بمجرد السؤال عن وظيفة هو(لايوجد مايناسب تخصصك).

رد مع اقتباس