عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 25-11-2007, 06:42 PM
الصورة الرمزية د/ ريـــــان
د/ ريـــــان د/ ريـــــان غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 786
معدل تقييم المستوى: 36
د/ ريـــــان يستحق التميز
الأنامل السحرية للواسطة !!

الأنامل السحرية للواسطة


قد يكون الفارق الزمني مجرد دقائق إضافية من الانتظار .... لكن الجرح المعنوي المترتب على الاحساس بالغبن وعدم المساواة عميق وثقيل في مواجهة هذه الظاهرة السلبية المتمثله بالواسطة !

ذلك السرطان الأخطبوطي ذو الأذرع المتعددة ماظهر منها وما خفي والذي تغلغل في جسد المجتمع وتعدى كونه استثناءات وحالات فردية ليصبح ظاهرة مستشرية وواقعا ً مفروضاً على المواطن .. شاء من شاء .. وأبى من أبى

حالة من الاستفزاز والاحباط والسخط الممزوج بالذل يفرضها منطق الواسطة فالحاجة للدفاع لنيل ماهو حق صريح وبذل جهود كبيرة للوصول لمكتسبات مستحقة أمر شاق وثقيلعلى النفس
خصوصاًعندما تفكر فيما تخفيه " الواسطة " فضفاضة الضمير وواسعة الذمة في تلافيفها ودهاليزها من تلاعب وتجاوز واعتداء على حقوق الآخرين يفوق كثيرا ً مايكتب له أن يظهر .

لكن القليل الظاهر كاف لإيجاد تلك الحالة من القهر والألم والعجز الذي يصعب على الكثيرين - وأنا منهم - التعامل والتأقلم معها وتجاوزها .

وبالرغم من تعدد التجارب وتجددها وبروزها على صفحة المجتمع وتغلغل ثقافة" الواسطة " في منظومة القيم الاجتماعية والتربوية بصورة مؤسفة حقاً ! حيث غدت اسلوب تعامل ومنهج وسلوك

وبات من لا يمتلك مظلة واسعة من العلاقات الاجتماعية الانتهازية المفرغة من صدق الضمير والنزاهة والمتوزعة في مراكز ومواقع مختلفة بات معرضاً للتأخير والعرقلة في انجاز معاملاته وإحقاق حقه ومكتسباته الوظيفية وتحسين حياته .

قد تكلفك الواسطة إذاً مجرد دقائق إضافية وأنت تقف في طابور لتفاجأ بأحدهم ينسل بخفة واثقة متجاوزاً المصطفين ليحظى بأفضلية الوصول لمبتغاه قبل الآخرين حتى لوكان قد وصل للتو !!

هذا في أبسط الحالات وأقلها تعقيداً لكنها أيضاً قد تكلفك ساعات وسنوات وخسارة تطور نوعي في الوظيفة وتغيير إيجابي في مجرى الحياة !!

فرص ومستحقات عديدة تجدها تسحب منك بعلمك أو بدونه لا فرق !!

إذ تجد نفسك في الحالتين عاجزاً عن إثبات حقك وفرصتك فثمة ذرائع جاهزة ومخرجات معدة سلفاً تصدك وتردعك مع إنها عارية من الحق لكنها قادرة على تلوين بغير لونها وتلبس الكذب ثوب الحقيقة

إنها الواسطة التي باتت أساساً في التعامل وضرورة لانجاز أبسط المعاملات وأقلها .

وأتساأل كيف تقف القوانين صخرة صلدة لا حياة فيها وتستحيل عجينة تتشكل حسب الطلب إذا مستها الأنامل السحرية للواسطة !!

هل صفة المواطنة بما تتضمنه من حقوق وواجبات ينص عليها ويكفلها القانون هل باتت غير كافية وحدها لينال المواطن ما يستحقه من الاحترام وصون الأحقية ليحس بإنسانيته وكرامته على تراب وطنه !!








منقول بتصرف

رد مع اقتباس