عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 09-01-2008, 09:55 PM
بربيكان تفاح بربيكان تفاح غير متصل
عضو ماسي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 1,454
معدل تقييم المستوى: 1367
بربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداعبربيكان تفاح محترف الإبداع
مستقبل مجهول ومعاناه لا تنتهـــي مــــــــــــــع

المجتمع لا يقبلها والأهالي يرفضون استلامها

مستقبل مجهول ومعاناة لا تنتهي للمرأة المسجونة في جرائم أخلاقية



فتيات حكم عليهن بالوأد لجلبهن العار، خطواتهن الأولى نحو الحرية هي بداية لمعاناة جديدة، حيث انتقام الأهل ونظرة المجتمع، بعضهن لم يتجاوزن الثلاثين يحزمن حقائبهن ليرحلن إلى دار الحماية الاجتماعية، بينما الصغيرات منهن يودعن في دار الفتيات، وبعضهن يفضلن البقاء في السجن، بدلا من الذهاب إلى منازلهن، والسبب رفض أهاليهن استلامهن.

اليوم الأصعب

ترى مديرة سجن النساء بالطائف خديجة الغريبي أن موعد إطلاق سراح السجينات هو اليوم الأصعب للجميع في السجن، تقول "كثيرا ما تواجه السجينة يوم إطلاق سراحها برفض أهلها استلامها، حيث إن أغلب الأسر ترفض استلام السجينة، ويطالبون بإبقائها في السجن، أو إرسالها إلى أي جهة أخرى تتولى رعايتها، وتسمع السجينة الكثير من العبارات الجارحة، منها أن أهلها يتمنون موتها، وهذا بحد ذاته يسبب معاناة نفسية للسجينة لا يمكن زوالها، خاصة بعد أن تخلى عنها أقرب الناس إليها".

وتضيف "الفتاة بعد دخولها السجن تشعر بالخوف والوحدة وظلمة المستقبل، وتشعر أن الحياة انتهت بها داخل السجن، وطوال فترة وجود السجينة داخل السجن تتعهد لنفسها بالاستقامة بعد الخروج، بل ويمضي الكثير من الفتيات وقتهن في البكاء والخوف من المستقبل، بينما لا يصدق بعضهن عندما يحين موعد خروجهن، ويبقى الأمل عند القليلات منهن، حيث يشعرن أن حياتهن ستبدأ بعد خروجهن من السجن، لكن سرعان ما تخيب آمالهن".

كثيرات يفضلن البقاء

وتضيف مديرة السجن "تطلب السجينة من المجتمع أن يتقبلها، لأنها تدرك أن الكثير منهم سيكون تعاملهم معها غير مقبول، وسيحكمون عليها من خلال ماضيها، وهذه المعاملة قد تجعلها تنحرف أكثر وتعود مرة أخرى للجريمة".

وفيما تحلم بعض السجينات بالحرية نجد أخريات يفضلن البقاء، ويعتقدن أنهن لن يمنحن فرصة أخرى للعيش عيشة كريمة، وإن عدن لمنازلهن فإنهن لن يبقين أحياء، لذا فهن يفضلن مصادرة حريتهن على مصادرة حياتهن، تقول إحداهن "أعلم أن ما اقترفته كان خطأ، لكنه كان في وقت طيش وغفلة وفراغ اجتماعي، وأدرك تماما أن حياتي ستنتهي بمجرد انتهاء محكوميتي، فالكل يتوعد بقتلي، ولم يزرني أحد طوال وجودي في السجن".

من يأتي ليأخذني

قصص السجينات متشابهة كثيرا، وتبقى العلاقات المشبوهة هي السبب الرئيسي لدخولهن السجن، تقول إحدى الفتيات التي لم يتجاوز عمرها العشرين عاما "تعرفت على شاب، وخرجت معه، بعد أن وعدني بأن نعود سريعا، فوافقت، لكن سرعان ما اتضح لي أنه كان يرتب لي شيئا، فحين تحركت السيارة، اكتشفت وجود شخصين في المقعد الخلفي، إضافة إلى المخدرات".

وتضيف "حاولت أن أخرج من السيارة، لكنه كان قد خرج بي خارج المدينة، وهناك انتهت حياتي"، وتتابع باكية "لن يأتي أحد ليأخذني من هنا، بل سأبقى في السجن للأبد".

فتاة أخرى حكايتها مشابهة، لكن قبض عليها أمام مدخل عمارة سكنية، لأن من ذهبت معه كان أحد مروجي المخدرات وكان مراقبا".

الكل يرفض استقبالي

تقول "م. ف" والتي التقيتها عند إحدى الداعيات "توفي والدي وأنا في السجن، وكنت السبب في وفاته، وحين خرجت بقيت أمي حوالي الشهرين، وتوفيت، وبقيت أنا وحيدة في هذه الدنيا، الكل يرفض استقبالي، أو حتى مصافحتي، بل وإن أقاربي قد أنكروا قرابتهم لي".

وتضيف "حاولت أن أثبت للجميع أني تغيرت، لكنهم لم يمنحوني فرصة أخرى، وأخشى أن أنحرف مرة أخرى بسبب نظرة المجتمع".

فتاة أخرى تقول "تزوجت عن حب، وبدون رضا أهلي أو أهل زوجي، وكان زوجي كثير المشاكل، ويشك في جميع تصرفاتي، ومع ذلك عشت معه، وأنجبت طفلا وطفلة".

وتضيف "قال زوجي لي بعد ولادتي لطفلي: "الله يعلم طفل من هذا"، وبعد شهر من الولادة أصبت بالاكتئاب فقتلت ابنتي".

عقوبة رادعة

يقول أستاذ مساعد في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الأمام محمد بن سعود الدكتور محمد الشباني "عقوبة السجن هي عقوبة رادعة للفتيات اللاتي ارتكبن هذا الجرم، وهي تكفير وضريبة تدفعها الفتاة، وعند اجتيازها من المفترض أن تعيش كأي إنسانة أخرى عوقبت في جريمة أخرى مختلفة، ويجب على المجتمع تقبلها".

ويضيف "لابد من التعاون والتنسيق بين الجهات المسؤولة إقناع ولي الأمر بالتغير الذي طرأ على الفتيات، وسيكون الإقناع أكثر عمقا حينما تؤهل الفتاة تأهيلا شاملا، وذلك بمساعدة اختصاصيات اجتماعيات ونفسيات ماهرات في التعامل مع هذه القضية المهمة، وعلى المختصين في علم الاجتماع من أكاديميين ومهتمين دراسة هذا الموضوع، حتى لا يصبح ظاهرة يصعب علاجها، وحتى تتمكن الجهات المسؤولة من إيجاد الحلول المناسبة".

وأشار الدكتور الشباني إلى أهمية دراسة أوضاع الفتيات، حيث تشير الدراسات إلى أن أغلبهن يعانين من تفكك أسري أو ظروف مادية صعبة، ويجب أخذ الأسباب هذه في الحسبان، لأن بعض الفتيات ضحايا ولسن جانيات، مطالبا بأن تتعاون عدة جهات حكومية وأهلية في إعادة تأهيل الفتيات، ودمجهن في المجتمع".

__________________


لما عفوتُ ولم أحقد على احدٍ...أرحتُ نفسي من هم العداواتِ

الناسُ داء وداء الناس قربهم...وفي اعتزالهم قطع الموداتِ
رد مع اقتباس