بصراحة احترت كثيراً في الرد .. واستغربت من استغرابك ..!!
والآن قدر الله وماشاء فعل ..
أنت متخصصة ومتخرجة بــ امتياز تعرفين كيف تتعاملين مع الشخصيات المختلفة و وفقاً للخصائص العمرية لكل مرحلة ..
وطريقة اصدار الأوامر والثواب والعقاب التربوي ووسائل التعزيز ..الخ
المشكلة في كونكـ لاتحبين عملك ولاتخصصكـ لذا لن تبدعي فيه ولن تتحملي أقل كلمة تقال لكــ ..
أنا مثلك تخرجت من الثانوية بــ 95 وتخصصي في الجامعة دراسات طفولة ومعدلي 4 ..
الفرق بيننا هو أنني أحب مجال تخصصي وأحب الأطفال ..ولكنني كرهت التدريس ليس كرهاً
في الأطفال ..ولكن كرهاً في قطاع التعليم الخاص ..
ياعزيزتي من الضروري أن تشاركي الأطفال في اللعب وفي كل فترة ..
حتى في فترة ( الوجبة ) حتى يحبك الطفل ويتآلف معك ويشعر بالمساواة
وهذا السر الذي يجعلنا نتجمع جميعاً في حلقة على الأرض ..
الطفل يراكـ كأم ثانية له ، ويحب أن يأكل معك ويشاركك في جميع أنشطته ..
تدربت قبل سنتين في روضة حكومية وكانت مرحلة مرهقة بحق ..
والمدرسة غير متعاونة أبداً وتكبدت خسائر الله العالم بها ..
ولكنني لم ولن أنسى نظرات الــ 25 طفل ( 16 ولد و 9 بنات )..
وهم يودعوننا بالبكاء ..ولن أنسى مظهر ذلك الطفل اليتيم من دار الرعاية
أشقاهم وأطولهم لساناً وهو غاضباً مني لأنني لم أفطر معهم اليوم ..
في احدى الأيام حضرت متأخرة بسبب مرضي ، وكان الأطفال في الخارج
تجمعوا حولي وأنا بالعباءة وكل واحد يسألني ( ليش تأخرتي يا ابلة ، أبلة
انت تحبيني ، وحشتيني ، أبلة أخذنا عن وعن .. )
والله في تلك اللحظة زال كل التعب عني ..
الطفل بحاجة الى أن يشعر بحبك وحنانكـ واهتمامك به ..
مجرد حركة بسيطة قد تعني الكثير له ..
عندما كنت اقوم بتمرير صورهم في أخذ الحضور والغياب يكونون في قمة السعادة ..
رغم ان زميلاتي قلن لي أن هذه الحركة تافهة
وتسبب في ضياع وقت الحلقة ..لم أبالي ..وساهمت بكياستي وقدرتي
على ادارة الحوار في تسيير وقت الحلقة القليل لصالحي بدأ من التمهيد
والمثير وعرض الدرس والأسئلة المتضمنة لمهارات التفكير ..
نصيحتي لكــ ..
أثيري انتباههم بالحركات والنبرات والانفعالات ..
المثير المثير كلما كان قويا كان له أثر فعال ..
كان لدي درس عن الرياضات المائية ..مثيري كان تافه جداً
أحضرت صافرة وصفرت ووقفت وأخذنا نمارس الرياضة بصورة سريعة
وكان الجميع يضحك ..ومتشوق للدرس ..
أيضاً اسئلة التفكير قارن وفسر وتخيل بالذات تخيل ..ستسمعين
اجابات تدركين ساعتها اننا نحن الكبار عقولنا صغيرة وخيالاتنا مملة وجامدة
ألعاب الأصابع والأناشيد الحركية يعشقونها بشكل لا يوصف ..
تفريغ طاقات الأطفال في الترتيب ومساعدة المعلمة وتكليفه بالمهام
كل ذلك يرفع من معنوياته ويحسسه بأنه (محد قده ) صار صاحب مسؤولية
ويرجع البيت طاير من الفرح لأنك عاملتيه كـ انسان كبير من وجهة نظره ..
ولاتنسي ان الطفل ذكي ويعرف بأن المعلمة التي امامه جدية ام تمزح ..تحبه ام تكرهه ..
وفي شغلة مهمة لاتعطي الطفل وجه زيادة عن اللزوم حتى لاتقعي في هذا الخطأ مرة أخرى
( مثل الطفل اللي ضربك ) وتكون لك هيبة وكلمة عليهم ..وخليك وسط لا ضرر ولا ضرار ..
أنا في البداية تعبت لأني حنونة بزيادة وشكلي اصغر من سني بكثير
وشعري كان قصير( من جد كملت ) 
وبعد كدة خلاص ..صارت لي سلطة عليهم ..
لا وانقز وأحبي والعب معاهم وفي اناشيد ترجمتها وبعضها ألفتها بس عشانهم
وكانوا يقلدوني في كل حركة اسويها حتى حركة شعري ..
بجد كانت أيام حلوة ..
ولاتنسي أنك راح تكوني أم بــ يوم وحتمارسي كل المهارات اللي اتعلمتيها مع طفلك ..
يالله استنى اليوم اللي اكون فيه ( ماما ) ..
طولت عليك بس حاولت اساعدك وافيدك ..
وانصحك أيضاً بقراءة كتاب ( كيف تستمتع بحياتك وعملك ) لــ ديل كارنيجي..
والله يكتب لك الخير و يوفقك لما يحبه ويرضاه ..