السلام عليكم روحمة الله وبركاته
كلنا يستوعب أن التربية تلعب دور هام في تشكيل شخصياتنا وتكوين مفاهيم ترسم معالم لعقولنا
وترسيخ الكثير من المعتقدات في آذهاننا وكل هذا يظهر على سلوكياتنا !
فمن السلوك تستطيع بكل سهولة أن تحكم على هذا الشخص أنه تلقى تربية ( متربي ) أو العكس !
مع الآخذ بعين الإعتبار ( شخصية الفرد الفطرية ).. فهناك أشخاص يتلقون تربية كافية لأن تُوجد شخصية سوية ولكن نجده غير ذلك ..
تكمن أهمية التربية في غرس المفاهيم والسلوكيات أثناء مرحلة الطفولة ..
مرحلة يكون فيها الطفل متلقي جيد ومنفذ ممتاز لما يسمعه ويُشاهده من الوالدين .. التلفاز .. الأقران .. الأخوان !
مرحلة أخرى أعتبرها أكثر خطورة من سابقتها وهي مرحلة ( المراهقة )
يكون فيها المراهق مُرهق من التغيرات الجسمية الطارئة والتي يُصاحبها طريقة تفكير مختلفة وانفعالات ثائرة !
لذا هو بحاجة ماسة جداً لعقل يستوعبه ويفهمه وقلب يحتوي اضطرباته !
كل ماسبق أدلة على أن الإنسان فينا ماهو إلا نتاج تربية إما ايجابية أو سلبية .. قوية أو ضعيفة !
وكل خطأ سلوكي أو فكري أو مشكلة تعُم خطورتها وتنتشر في المجتمع أول ما يتبادر إلى أذهاننا سؤال :
وين أهلهم ؟
هذا السؤال سألته بمحيط عملي الممتلئ بالمراهقات الجميلات .. الغير بريئات ..
بعض البنات الآتي لم يتجاوزنا عمر ال ( 16 ) ربيعاً يعرفنا أدق تفاصيل الأمور ( الجنسية ) بالصورة والكلمة ويتم تداول تلك التفاصيل بينهن !
بنات ال ( 16 ) يعرفنّ شباب يلتقون ويتحدثون وربما يتعاشرون وكأن هذا الأمر طبيعياً جداً !
بنات ال ( 16 ) يفتقدن معالم الحياء وكثير من الخُلق !
بنات ال ( 16 ) ضحايا غياب تربية .. واحساس أم وإهمال أب !
هنا لن أُنكر دور: محتوى الفضائيات ومخاطر الأنترنت وسوء الصديقات ولكن أين توجيه ورقابة الأسرة الفاضلة ؟
لــذا كان سؤالي : لماذا تتزوجون ؟
ضرورة اجتماعية أو ضرورة انسانية فطرية ؟
لتنجبون فقط ؟
لتهربون ..!
لتكوّنون أسرة ذات قيمة ؟
لو كل شخص يُريد أن يُقدم على عملٍ " ما " وضع تساؤلات تُوصله ب النهاية إلى أن ينجح في عمله
متجاوزاً العثرات والأخطاء والاخفاق .. هنا تكمن أهمية التخطيط ..
فما بالكم لو طرحنا تلك التساؤلات في أذهاننا عندما نتخذ خطوة الزواج ؟
ب النهاية أرى أن التربية ليست مسؤولية فقط .. هي أمانة والله أمانة !
دمتم بخير 