عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 23-07-2011, 11:37 PM
الصورة الرمزية تفاحة سعودية
تفاحة سعودية تفاحة سعودية غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 962
معدل تقييم المستوى: 7147991
تفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداعتفاحة سعودية محترف الإبداع
Arrow نأسف لهذا الخلل النفسي !

نتقدم بالعمر ويتراجع إحساسنا بالماضي ..
نكبر في السن وتصغر أمامنا ذكريات الزمن الفائت
بل ربما ننساه أو حتى نتناساه عن عمد
قِــلّة هم الأوفيــــاء ..
في زمن باتت تشوهه الماديات ونقسو عليه بمفردة مشاغل الحياة !
نمضي السنون الطوال في حاراتنا القديمة ، ومدارسنا المتواضعة ، وصداقاتنا المتعددة
نعيش لحظات اشتياق لما مضى في أوقات التجلّي
نبحث عن أصدقاء المــــاضي فلا نجد لهم أثراً
نمـُّر بذات المكان الذي ركضنا عبر دروبه بأقدام حافية ، وتسامرنا في أزقته بوجيهٍ باسمة
كم هو مـُؤلم أن نلامس تلك الجدران التي تسلقناها أطفالاً ، وكتبنا عليها ذكرياتنا البريئة ، نستنطقها الوفاء !
كم هو مـُبكي عندما نرى تلك الكتل الخرسانية التي استوطنت التراب الذي كنا نلهو به ، والأبواب التي كنا نصنعها من الطوب كي نركض بالكرة صوبها !
أين هي عربة بائع الأيسكريم ، أين هي بسطة بائع البليلة ، أين هو البائع المتجول صاحب العبارة الشهيرة
" فرِّقنـــا " ؟
أيُ حياة كنا نعيش ؟
البيوت لا توصد أبوابها
والقلوب لا نعرف أحقادها
أفراحنا للجميع ، والحزن يجمعنا
لمــاذا كبرنا ولم يكبر معنا الوفاء ؟
لماذا نسينا المكـــان ، وبتنا نلعن ذاك الزمــــان ؟
آآآه ما أقسى اللحظة التي نمـُّر بها من ذات المكــــان الذي عشنا فيه من الذكريات أجملها .. دون أن يعرفنا أحد !
آآآه ما أصعب اللحظة التي نـُشـــاهد فيها الأبواب التي دخلناها أطفالاً دون استئذان .. دون أن نجرؤ على طرقها !
آهــــاتٌ تزلزل أركــــاني كلما اتجهت بوصلة حنيني للماضي
فالمكــــان يجهلني ولم أتجاهله ، والزمان يـُنسيني ولم أنساه
والرفــــاق أبحث عنهم ولا أجدهم
ولئن وجدتهم ، لمست منهم العقوق !
يبعدون عني بنفس القدر الذي اقترب فيه منهم ، يلعنون الماضي بكل مافيه !
عذراً أيها الماضي
سأكتفى في قادم حنيني بزيارة قبور لطالما بكينا ونحن نحمل النعوش بداخلها !
فــالأموات هم الأحق بالزيارة ، في زمن تتنــّـكر لنا فيه جُـثث الأحياء .
رد مع اقتباس