عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 17-04-2008, 12:30 PM
الصورة الرمزية SLOoOM
SLOoOM SLOoOM غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: ::: اللهـ يصبرنا على فراقكـ يالمدينهـ :::
المشاركات: 6,817
معدل تقييم المستوى: 236356
SLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداعSLOoOM محترف الإبداع
انا وطني ولكني فقير (( قصه من الواقع ))

هذه قصه من الواقع قرأتها في احد المنتديات فأحببت ان انقلها لكم

مع مسح الاماكن التى تمت الاحداث فيها وساضع مكان اى دوله او قريه او مدينه نقاط او فراغ

تابعوا أحدث هذه القصه معى



الجزء الاول

لا أعلم من أين أبدأ ولا كيف فالحيرة تتملكني، لكنني سأبدأ من تلك اللحظة التي يصل فيها الإنسان إلى مرحلة اليأس والإستسلام لظروف الحياة وإجبارها له على إرخاص نفسه في سبيل العيش دون الحاجة لأحد، لأن الحاجة في زمننا هذا هي الإهانة بعينها والذل بعينه.
عندما يدك الفقر باب بيتك ولا تجد ما يستر عرى جسدك أو يسد جوع أطفالك ويسكت صراخهم، عندما تدمع عيـنـيـك ويحترق قلبك ألما على طفل لم يتجاوز الثمانية أشهر لم تجد له حليبا يعيش به، عندما تكون في يوم عيد ولم تجد ما تشتري به فرحة العيد لأطفالك، عندما لا يكون في منزلك من الطعام سوى رز أبيض يطبخ بماء فقط، ليس ليوم ولا لأسبوع ولا لشهر بل لما هو أكثر من ذلك.
حينها تكره نفسك وتتهاوى في داخلك كل القيم والمبادئ.
قد يقول الكثيرون لا بل سنقاوم، وأقول لهم لن أسرق ولن أنهب لكنني سأدخل في أعماق المستحيل من أجل أسرتي.
ذهبت في ذلك المساء مشيا على أقدامي لا أنوي على شيء ولا أعرف إلى أين، شاهدت منزل ابن قبيلتي فاقتربت منه وطرقت بابه، فتح لي الباب مرحبا بي وأدخلني مجلسه وأحضر لي الشاي والقهوة، شاهد خطوط البؤس والشقاء والعناء تملأ صفحات وجهي، وسألني، ما بك يا فلان؟
لم أتمالك نفسي حينها وسقطت تلك الدمعة العزيزة من عيني، وانطلقت شارحا له حالي وحال أسرتي وطالبا منه إنقاذي بإيجاد حل لي مهما كان ذلك الحل، خصوصا وأنه يعلم أنني لن أقبل بالصدقة والإحسان من كائن كان.
هدأ من روعي وقال لي كن بخير واذهب إلى بيتك وسيأتيك مني خبر، وذهبت إلى بيتي بعد أن أحسست بسقوط جزء بسيط من همي مع علمي بأن مشكلتي لا تزال قائمة.
وتمر الليالي تتبعها الأيام، وفي ذات مساء، إذا بابن قبيلتي يطرق باب بيتي ويطلب مني الركوب معه في سيارته.
ركبنا السيارة وبدأ يحدثني بأنه يحمل همي منذ أن حضرت إلى منزله وقال لي لقد وجدت حلا لمشاكلك لكنه يتطلب همة رجل وصبر رجل وقوة بأس رجل، فقلت له بلا تردد، إقذف بي في الموت ولا تخشى علي وأبشر برجال ما يهاب.
قال إسمع إذا، أنا وأنت سنجازف مجازفة ويا نطلع فوق النجوم يا ننزل أسفل الأرض، قلت له توكل على الله.
قال هناك صفقة سأتولى أمرها كاملا والمطلوب منك أن تكون رهينة في قيمتها لفترة شهرين فقط وبعد أن أنهيها سأقوم بفك رهنك وستكون الأرباح مناصفة بيننا.
قلت له وما هي الصفقة، قال حشيش، فنظرت إليه متناسيا كل شيء إلا فقري وفاقتي وجوع أطفالي وقلت له، موافق وإلي بالتفاصيل، قال لي المهم أننا اتفقنا وستأتيك التفاصيل بعد عشرة أيام، وانتهى حديثنا بنزولي أمام منزلي.
وضعت رأسي على الوسادة وأطلقت العنان لفكري في القادم من الأيام والأحلام، وانطلقت من وضع ابن قبيلتي، من منزله الكبير الفاخر إلى السيارات الفارهة الواقفة ببابه إلى وضعه في القبيلة ومكانته، حيث التبجيل والتقدير والإهتمام به وله، لأنه غني.
لا يهمهم من أين وكيف أصبح غنيا بل المهم بالنسبة لهم والأهم أنه غني!
يجلس في واجهة المجلس وحديثه ذو شجون عندهم وابتسامته تطربهم، يسعون إلى رضاه بأي شي وكيفما يكون.
وتساءلت، هل من الممكن أن أصبح مثله في يوم من الأيام وأجدهم يتسابقون إلى رضاي والسؤال عني عند غيابي ولا يقطعون أمرا بدوني؟
آآآآآه كم أنتم منافقين يا أبناء قبيلتي!!
أين سأكون رهينة، في .... أوفي .....أ وفي ... في الشمال، أم في ....؟
وكيف سأكون رهينة، في زنزانة في شعب في جبل، أم في بيت مهجور؟
لا يهم لا يهم، المهم أن أخرج من هذا الفقر من هذا العوز من هذه الحاجة من الإهانة من نظرات أطفالي من نظرة زوجتي من الموت الأصغر.


يتبــــع ......

التعديل الأخير تم بواسطة SLOoOM ; 17-04-2008 الساعة 12:34 PM
رد مع اقتباس