الحلقه الثالثه
بعد ان رجع الدوام الحكومي لطبيعته واصبحت اخرج من الساعه الثانيه والنصف
بدأت افكر في أي مجال اقضي به وقت فراغي واحسن فيه من مستواي المعيشي
فكم عرفت من موظفين معي بالاداره سبقوني بسنين لم يستطع احد منهم ان يبني غرفه فضلاً عن قطعة ارض
او بيت يأويه بعيد عن هم الاجار وذل المؤجر
بل ان بعضهم له في الوظيفه اكثر من عشرين سنه لم يستطع حتى ان يسافر مع عائلته نهايه السنه الى بلد في العالم
.. حزمت امري وتوجهت الى اندونيسيا لشراء ملابس بالجمله
وبالفعل اشتريت بلوزات نسائيه وبنطلونات شارلستون ( الواسعه من تحت وضيقه من فوق )
كنت اول من ادخلها للسوق بعد رجوع موضتها اللتي بدأت في الخمسينات
وانتهت في مطلع الستينات
.. بعد ان اشتريت بضاعتي سألني الموظف باندونيسيا ماذا تريد ان نضع عليها ..
صناعه اسبانيه ؟؟ او ايطاليه ؟ او امريكيه ؟
ثم نرسلها الى دبي وهناك تستلمها على انها صناعه اوربيه
او اذا شئت اعطيك الاستكرات في كيس صغير وانت تخيطها على الملابس في السعوديه
( على فكره كل ما ترونه بالسوق من شنط نسائيه وملابس واحذيه وغيرها لا علاقه بايطاليا واسبانيا بها )
ولكني رفضت كل ذلك وطلبت ان يكتب عليها Maid In Indounisia
وشحنت البضاعه وكانت بضاعه بسيطه جدا قيمتها لا تتعدى العشره الاف ريال
ثم توجهت الى الجبل ( بونشاك ) لاقضي كم من يوم الى يحين موعد سفري
.. في بونشاك يوجد باعه جائلون يعرضون بضائعهم واحدهم كان لديه لوحات مرسومه يدوياً
وهي عباره عن قطعه قماش متر ونصف في متر
ورغم كا محاولاته لم اشتري منه لعدم حاجتي لها
ومع اصراره وجالس عند باب الفيلا قلت ياولد اشتر منه حبتين هدايا للاهل
.. اشتريت منه حبتين الواحده ب 15 ريال وكان لديه تقريباً خمسين حبه فعرض علي شراء عشره حبات
ب 70 ريال ووافقت قلت اوزعها هدايا
بعد رجوعي للسعوديه وفي اجتماع الاهل وزعت كم لوحه كهدايا
فطلبوا مني المزيد وقالوان سعر مثلها بالسوق ب 500 ريال وعرضو علي 400
بعت الباقي منها اما الملابس فأنضرب سوقها فكل محل ادخله يبخص قيمة البضاعه
بسبب انها اندونيسيه رغم جودتها العاليه جداااااااااا
لذلك على المستهلك ان ينظر للجوده دون الاتفات لبلد الصنع فكل البضائع لدينا ومن خبره كبيره فيها
يتم صنعها في شرق اسيا واغلبها يتم تصديره للدول الاوربيه ثم يتم اعادتها الينا على انها صنع اوروبي
والبعض الاخر ينزع العلامه المكتوب فيها صنع الصين مثلا ويضع ايطاليا .. ولكن الكثير من التجار يغفل
ان اغلب الملابس يتم وضع بطاقتين احدهما في الياقه خلف الرقبه والاخرى في الاسفل جهه الخصر من الداخل فينزعون
اللتي عند الرقبه وينسون اللتي عند الخصر
المهم بأني في هذه السفره كما اسلفت انضربت في الملابس وسبحان الله عوضني الله باللوحات الزيتيه
وكأنك يابو زيد ما غزيت طلعت براس مالي ولله الحمد
استفدت من هذه التجربه
ان البضائع اللتي لدينا 99% غش ولا يكتبون بلد المنشأ الحقيقي والمشكل هي ان المستهلكين يساعدونهم على ذلك
فينظرون للاسم قبل الجوده
فالغيت فكره اندونيسيا من رأسي رغم ربحي في اللوحات الزيتيه
ولكني اعتبرتها بيضة ديك وصفقه مؤقته لا تنفع ان استمر بها
واستفدت ايضاً ان من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
فلا يمكن ان تغش الناس وتتوقع التوفيق من رب العالمين وستعرفون معنى هذا الكلام في الحلقات القادمه