عرض مشاركة واحدة
  #1295 (permalink)  
قديم 24-11-2013, 04:10 AM
الصورة الرمزية ريفآ
ريفآ ريفآ غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 452
معدل تقييم المستوى: 25734
ريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداعريفآ محترف الإبداع

:
:
ما الفرق بين إحسان الظن بالله والتفاؤل الذي حثنا عليه الشارع الحكيم ،وبين نظرية الاختيار وقانون الجذب ؟
المتفائل يسير في بحر الحياة بقارب النجاة باذلاً السبب معترفا بفقره وعجزه ، وحدود امكاناته وقدراته البشريه القاصرة ..
المتفائل يتقرب لله بعبادة قلبية هي إحسان الظن به ، مستنده في ذلك : سبب مشروع ثابت بالنصوص أقره الشارع الحكيم وجعله سبيلا لنيل المطالب ..
بينما من يسير بقانون الجذب فمستنده: أفكاره وتوقعه ، فتوقعك هو واقعك ، وبنُيت تلك القاعدة على فرضية تأثير الفكرة والمشاعر في استجلاب الخير والشر .. فإن قاعدتهم في الحياة كل ماتريده يمكن أن تحصل عليه مهما كان ..
.. فالقدراتعندهم خارقة ، ولايقف أمام الطموح شيء
ولاشك أن هذا تعميم فاسد مخالف للشرع والعقل والسنن الكونية..
فالمتفائل كلما زاد منسوب إحسان ظنه بربه في قلبه زاد افتقاره وعبوديته لخالقه .. والمتعلق بقانون الجذب كلما زاد منسوبه في قلبه زاد اعتداده بذاته وقدراته وقوته ..
:
فلنصم أذاننا عن كل من يحاول زعزعة عقيدتنا أو خدش توكلنا ، أو الطعن في يقيننا ، فنحن الفقراء المحاويج لكرم ربنا { يا أيها الناس أنتم [ الفقراء] إلى الله }:

" وحقيقة الأمر: أن العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار :

فهو فقير إليه من جهة ربوبيته له : وإحسانه إليه، وقيامه بمصالحه وتدبيره له .

فقير إليه من جهة إلهيته : وكونه معبوده وإلهه ومحبوبه الأعظم الذي لا صلاح له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا بأن يكون أحب شيء إليه ، فيكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله ووالده وولده ومن الخلق كلهم.

وفقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء: فإنه إن لم يعافيه منها هلك ببعضها.

وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له: فإن لم يعف عن العبد ويغفر له فلا سبيل إلى النجاة ، فما نجا أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله"

"فإنه سبحانه هو المتفرد المستأثر بالغنى والحمد من كل وجه، وبكل اعتبار، والعبد هو الفقير المحتاج إليه المضطر إليه بكل وجه وبكل اعتبار ، فرحمته للعبد خير له من عمله فإن عمله لا يستقل بنجاته ولا سعادته ولو وكل إلى عمله لم ينج به البتة ".[4]

:
ابشروا .. وتفاءلوا ..

فمن الذي عامل الكريم الوهاب فلم يربح ؟!

ومن الذي التجأ إليه فلم يفرح ؟!

ومن الذي توكل عليه فلم يفلح ؟!

ومن الذي أحسن الظن به فلم تتحقق آماله ؟!

ومن الذي وثق بسعة فضله فلم يُنوله فوق مراده ؟!

رد مع اقتباس