الموضوع: القناعة
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 22-07-2014, 01:08 AM
الصورة الرمزية الفتى الناجح
الفتى الناجح الفتى الناجح غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 2,319
معدل تقييم المستوى: 11695240
الفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداع
القناعة

عندما أجلس وحيداً , تنهمر علي أنهار أفكاري حتى تغرقني , وكأي شخص متذمر اصب جام غضبي على سوء حظي مقارنا ً نفسي بالأثرياء والناجحين , متسائلا ً لما أنا هنا ؟
وما هي أسباب تردي حالي ؟
وعندما أختلط بأصحاب الظروف التي تتفوق بقسوتها بمراحل على ظروفي , وأجدهم غير متذمرين , أتساءل أين الطريق للاقتناع بالحال ؟
لكني في نهاية الأمر يسرقني غروري من هؤلاء محاولاً التعمق أكثر بأحوال أشخاص تراهم نفسي أفضل مني , فأخالط الأثرياء وأجدهم ( متذمرين ) فبعضهم كالجندي الذي أرغم على خوض معركة للدفاع عن وظنه وقتل أناس بحجة انه إذا لم يقتلهم سيقتلونه , دون أن يجد اي وقت يجتمع فيه مع أسرته , هم أغنياء ماديا ً , لكنهم فقراء مشاعريا ً وكيف لا يكونوا كذلك وجسور التواصل بينهم قد دمرت !
فأهرب من هذه الأفكار حاملا ً نفسي فوق ظهري , لأخبرها بأن تهدأ فحالنا أفضل بكثير من حال هؤلاء , لكن نفسي تبدي تذمرها مجددا ً فأحاول تهدئة روعها , مكملا ً رحلة الاستكشاف .
هناك أثرياء لا يفصل بينهم وبين أسرهم أي حاجز , لكنهم غير مرتاحين لمرض أحدهم , ولو خيروا على أن يعيشوا فقراء ( متعافين ) وأن يعيشوا أثرياء لكن ( متوجعين ) لاختاروا الأولى , فكنوز الدنيا لا تشتري العافية .
يا نفسي أعلم أنني لم أتمكن من الإجابة على أسئلتك , وأنك لم تضعي نفسك بالمكان الذي تتواجدين فيه , لكن ما أعلمه هو أنك تحملين بداخلك صفات قبيحة وكل صفة لها علاج على طريقة لكل داء دواء , فالحسد مثلا ًيموت بالقناعة , والحال يتحسن بالشكر والراحة تأتي بالعمل .
الأخطاء التي ارتكبتاها في الماضي ستلاحقنا على هيئة كوابيس إذا لم نتخلص منها بأنفسنا , فحاول أن تغير ظروفك لا أن تجعلها هي من تجبرك على التغيير , فمن الحماقة أن تتباكى على اللبن المسكوب وأن تتلاعب بك مشاكلك .
الأفكار السلبية التي تهاجمنا من حين لأخر ليست الا لاهتزاز ثقتنا بأنفسنا وتركيزنا الذي انحصر على الجانب المظلم من شخصيتنا , فكما أخذتك عينيك لسلبياتك , خذها بنزهة لإيجابياتك .
يقول واسيني الأعرج : قد نؤخذ بتفصيل صغير لا يهم أحدا ونحتفل به كالأطفال وقد نمر امام كنوز الدنيا ولا تهزنا ابداً .
فالاحتفال بنصيحة أو بشكر أمر بسيط لكنه كفيل بإسعادك , والأمور الصغيرة لابد لها من ان تكبر ذات يوم .
أما الاسترالي نيكولاس فيوتتش ( مبتور الأطراف , ملهم البشر ) فيقول : ليس هناك فائدة في أن تكون كاملا من الخارج عندما تكون مكسورا من الداخل .
فالصورة المثالية المزيفة التي توهم بها البشر , لن يستوعبها عقلك الأسفنجي , وستؤلمك تناقضاتك إذا لم تكن صريحا ً مع ذاتك .
القناعة كنز لا يفنى , والغني ليس غني المال كما قال نبينا المصطفى : ليس الغني عَن كثرَة العَرضِ ، ولكِنَّ الغني غني النفس » متفقٌ عليه .
لست متعاليا ً لكن عندما أختلي بنفسي أمازحها بسؤال : يا نفسي لو لم تكوني أنتِ فمن ستختارين من البشر لتكونيه ؟
لترد : وهل هناك مخلوق يستحق ذلك أكثر منك يا سيف ؟
فمهما طغت إيجابيات احدهم سأنفر منه بسبب أي سلبية تواجدت به , وسلبياتي وإن كثرت تستحق التغاضي , وأن كنت سأنافس أحدهم على أن أكون أفضل منه , سأختار نفسي القديمة , وسأتبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

بقلمي انا سيف المطيري

رد مع اقتباس