الموضوع: الحياة تخطيط
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 25-11-2008, 05:48 AM
المترف الراوي المترف الراوي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 153
معدل تقييم المستوى: 32
المترف الراوي يستحق التميز
الحياة تخطيط

يبدو أن السبب في أننا مجتمع لا يهتم بمسألة التخطيط، هو غياب ثقافة التخطيط عندنا منذ نعومةأظافرنا... بل أظافر كثير من آبائنا وأمهاتنا! خصوصاً أنه لو قامت أية جهة بحثيةمنّا بعمل بحث بين أفراد المجتمع لسؤالهم عن كلمة تخطيط، أو حتى عن مهمة وزارةالتخطيط، لوجدوا أن نسبة العارفين للأجوبة الصحيحة لا تتعدى 1 أو 2 في المئة كحدأقصى! (ولو عرفوا جواب السؤال الثاني، بودي لو يفيدوني فيه جزاهم اللهخيراً!).
تقصيرنا في مسألة التخطيط، نراه في كل جوانب حياتنا! فترى على سبيلالمثال من لا يعلم إن كان سيسافر خلال عطلة الصيف! وإن علم، فتجده ينتظر حتى قبلالسفر بأسبوع أو أقل، ثم يبدأ البحث عن مليون واسطة لعمل حجوزات السفر، بل يتكبدزيادة السعر التي سيدفعها للفنادق بسبب حجزه قبل مدة قصيرة من وصوله للبلد التيسيقضي فيها عطلته! وكثيرون في تلك البلدان ينتهزون فرصة إهمالنا في هذا الجانب،ليستغلونا كما تستغل «النهيب»! بينما كان بإمكاننا التخطيط لما نريد لنكون في مأمنمن كل ذلك.
في البيت مثلاً، كثير من الأمهات لا يقمن بتعليم أبنائهن مبادئالتخطيط، ليس لحياتهم المستقبلية فحسب، ولكن حتى في ما يخص صحوتهم كل صباح للذهابإلى مدارسهم بأعصاب هادئة، من دون ضغط نفسي عليهم، وعلى من سيقوم بتوصيلهم لمدارسهم (وبالتالي سلامتهم على الطريق)، بل على نفسيات والديهم! بحسبة بسيطة، تتمكن الأم منأن تعرف أنه ليصل أبناؤها لمدارسهم قبل السابعة صباحاً، فلا بد من أن يتركوا المنزلفي السادسة والنصف صباحاً! ولكي يستطيعوا أن يخرجوا السادسة والنصف، يجب انيستيقظوا قبلها بساعة (أي الساعة الخامسة والنصف)، ليغتسلوا ويلبسوا ويفطرواويتبادلوا أطراف الحديث لبضع دقائق مع والديهم، ليكتسبوا نوعاً من الراحة النفسيةوالثقة بالنفس! وليستطيعوا أن يستيقظوا الخامسة والنصف وهم مرتاحون، يجب أن يناموا 8 ساعات على الأقل، أي أن يغفوا في فراشهم منذ الساعة التاسعة والنصف مساء! ولكييتمكنوا من النوم في هذا الوقت، يجب أن ينهوا عشاءهم قبلها بساعة، أي الثامنةوالنصف مساء، أي أن ينهوا دراستهم ولعبهم ومشاهدتهم للتلفزيون وجميع أمورهم الأخرىقبل الثامنة والنصف مساء! وهذا لا ينطبق فقط على الطلاب، بل ينطبق، وبنوع منالاختلاف البسيط، على الموظفين والموظفات الذين يتسابقون كل صباح للحاق بوظائفهم،بينما كان بإمكانهم التخطيط للخروج مبكرين ولو بعشر دقائق.
فكم أماً فكرت بهذهالطريقة من التخطيط؟ وكم أماً أصلاً تعرف وتستطيع أن تفرض على أطفالها هذا النظامالذي سيرفع من مستوى التنظيم والتخطيط للمجتمع بأسره؟ أليست الأم مدرسة إذا أعددتهاأعددت شعباً طيب الأعراق؟ وهل هناك «تخطيط» لإعداد الأمهات حتى ولو من باب تثقيفهنفي معاهد خاصة لذلك! تماماً مثل معاهد إعداد القادة! خصوصاً أن كثيراً من الأمهاتلهن القيادة في بيوتهن في ما يخص علاقاتهن بأزواجهن، أما في ما يخص علاقاتهنبأبنائهن، فهن مجرد اتباع لرغبات «حبايب القلب»؟
لذلك تجد الكثير من الأشخاص لايأبهون بوقتك وبمواعيدك وتجدهم يصرون عليك بالمكوث معهم في جلسة سمر، أو الذهابمعهم لمشوار هنا وهناك، ويتسببون كثيراً في إحراجك والتأثير في كثير من «مخططاتك»،ليس كرهاً لك، وليس استهتاراً بمصالحك! لا، أبداً، فكثير من هؤلاء يحبونك ويتمنونقضاء أطول وقت برفقتك، لكنهم يجهلون مبدأ مهماً جداً، يفتقده مجتمعهم... ألا وهو «التخطيط»!

منقول*
رد مع اقتباس