سعودة التبرع !!


د . عبد العزيز بن علي المقوشي
رجل مال سعودي "وليس رجل أعمال" والفرق بينهما كبير !!.. يقدم دعما ماليا لفرع جامعة أجنبية في دولة عربية!! و"ملياردير" سعودي يشتري لوحة لفنانة تشكيلية شهيرة "لا أعرف اسمها !!" بنصف مليون دولار !! وسعودي "ثري" يشتري منديل مطربة راحلة عن الدنيا بمليون ريال !!
@ هذه ليست توقعات أو أحلام غفوة بعد وجبة دسمة لكنها حقيقية وليست من نسج الخيال.
@ ثمة شعور بالغيظ ينتابني عند قراءة مثل هذه العناوين الصحفية المثيرة وتدفعني للاشمئزاز، فهل نطالب أجهزة الدولة بالتعجيل لتطبيق "السعودة" أيضا على التبرعات والدعم و*****هما كما هي الحال في المهن والوظائف وهل يجبر "المواطن الثري" على أن يرد شيئا من الجميل للوطن عفوا ل "المواطن" شقيقه أو أبيه/أو أخيه !!
@ رجال المال .. هؤلاء الذين فتحوا أعينهم فجأة على ملايين الريالات، مكدسة في حساباتهم البنكية دون كثير عناء .. هبطت عليهم وراثة أو من خلال فرصة وظيفية أو استثمارية أو غير ذلك مما شاء الإله تسهيل أمره لهذا العبد أو ذاك . أليس من الحق عليهم منح الوطن بأهله وساكنيه شيئا من الفائض الذي ينثرونه يمينا وشمالا.. سدى (!!) وهل يحتاج بعض هؤلاء فعلا إلى إجراءات صارمة تقمع نزواتهم وتطلعاتهم غير الرشيدة، لتعود من ثم فوائض أرزاقهم وعطاياهم إلى الوطن وأهله أو أننا بحاجة كما تقدم "لنقوم فعلاً بفرض سعودة العمل الخيري !!
@ المنطلق الشرعي يؤكد على أن الأقربين أولى بالمعروف، وتوجه ولاة الأمر - يحفظهم الله - يدعو إلى مساندة أعمال البر والخير والإحسان في الوطن وهي صفات جد مركوزة في وجدان أبناء هذا البلد .. والشهامة العربية تؤصل مفهوم "النخوة" وإغاثة الملهوف والوطنية الصادقة تجبر الجميع على العمل بمفهوم الجسد الواحد فما الذي يحدث إذن !!
@ أهو اللهاث خلف سراب الشهرة؟!
@ نحن نمنحها !
@ أم هو تعال على الأهل والعشيرة؟!
@ فهو أمر نمقته ونحاربه!
@ أم هي غفلة تحتاج من يعمل على إيقاظ أصحابها من ذاك السبات؟!
@ ولعل في تنظيمات "الوطن" الرسمية والأهلية لجهود العمل الخيري وإصدار التشريعات الخاصة به سواء فيما يتعلق بالمؤسسات الأهلية الاجتماعية أو المنشآت الحكومية تعليمية كانت أو صحية، ما يطمئن الصادقين لفعل الخير أو تطبيق مفاهيم المسؤولية الاجتماعية وليس "الرياء" الاجتماعي الممقوت!! @ أظن أننا مع هذا الشهر الكريم بحاجة صادقة لمراجعة النفس وعطائها والعمل الصادق على خدمة الوطن وساكنيه بدلا من شراء مناديل المطربات ولوحات فنانات "الآخر" ودعم أقسام الجامعات الغربية لأن ذلك في نظري - على الأقل - عيب يجب غسل الأيدي منه، كما أن جامعات الوطن ومراكزه البحثية والعلمية قد فتحت أيديها طالبة راغبة للدعم والمؤازرة وتطبيق مفاهيم الوطنية وهي مستعدة أيضا لمنح من يشاء الحق في الإشادة والتعريف بمجهوداته ليكون قدوة تحتذى وليقال للمحسن أحسنت





خساره على السعوديه فعلا خساره