طرائف من العالم: ومن النعاس ما قتل
ماعز تفارق الحياة بسبب الضوضاء الشديدة وقلة النوم
أثار نفوق بعض من حيوانات الماعز المتتالي في منطقة نائية في إحدى الجزر التايوانية غموضاً، وتساؤلات عدة من المزارعين ومربي هذه الحيوانات، كما هو الأمر بالنسبة لمصلحة الزراعة التي اهتمت بالأمر جداً. وقد ألقى هذا الغموض بظلاله الكثيفة على المنطقة هناك، وعلى مستقبل تربية هذا الحيوان الداجن إلى أن تمكن أحد المزارعين من ربط تاريخ نفوق تلك الحيوانات مع تركيب عنفات "توربينات"، كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية على ما يبدو في الأرخبيل التايواني العاصف المسمى بينغو، واستغلال وجود الرياح الدائمة القوية هناك. وبين أن السبب في نفوق تلك الأعداد من الماعز هو بسبب عدم تمكنها من النوم بسبب الضجيج الشديد التي كانت تصدره تلك المولدات ليلاً نهاراً، فقط.
وقد بلغ عدد الماعز النافق حوالي الأربعمائة "رأس" كما يقول النبأ، وكما صرح بذلك مسؤول الزراعة في المنطقة، وذلك بعد تركيب ثمانية عنفات التي "طيرت النوم" من عيون هذه الماعز المسكينة التي أرادت أن تتمتع بالحق الطبيعي الذي منحتها إياه الطبيعة، ولكن عبث الإنسان وشقاءه وعبثه المستمر بالبيئة، سيدمر كل شيء فيما يبدو، ويقضي عليه، بما فيه النوم من عيون هذه الحيوانات الأليفة والبريئة.
وعلـّق أحد المعنيين بالأمر على ما حدث: "إذا كان الضجيج في الليل يبقى الناس متيقظين، فهو سيبقي عندها الماعز متيقظة أيضاً، فعندما تنشط الرياح فإنها تجعل أصوات المولدات أكثر ضجيجاً".
غير أن السلطات الزراعية ستجري اختبارات لاستبعاد أية أسباب أخرى لحدوث الموت، وإذا كان الضرر بسبب هذه المولدات الكهربائية العملاقة، فإن وزارة الطاقة التايوانية قد وعدت بتقديم تعويضات للمزارعين.
وبدورنا نقول مسكينة هذه الماعز، لم تفقد حياتها وحسب، ولكنها فارقت هذه الحياة وهي محرومة من النوم، وفي حال من النعاس الشديد.