سجلت لعبـــة أطفال تشبه السجائر، انتشاراً واسعاً في الأســواق المحليـة،لا سيما مع تدني سعرها الذي لا يتجاوز الريالات الخمسة.
وعلى رغم أنها لا تعدو أن تكون لعبة، إلا أن آباء وتربويين أبدوا خشيتهم من انتشارها، خصوصاً مع الارتفاع المطرد في نسب الأطفال والمراهقين المدخنين.
جعفر حسين الذي فوجئ عند عودته من عمله إلى منزله مساءً، بأطفال في سن التاسعة بالقرب من إحدى الأسواق المتجولة، يقفون في الشارع ويدخنون السجائر، يقول: «استهجنت ما رأيته، ولكنني لم أكلمهم في شيء، وعندما شارفت على الوصول إلى منزلي فوجئتُ بابني البالغ من العمر ثماني سنوات، وهو يمسك بسيجارة يدخنها، من دون أن يبدي خشية من رؤيتي له»، مضيفاً: «صعقتُ مما رأيتُه، فنزلتُ على الفور من السيارة، وأنا أنظر إليه، وتوقعت أن يهرب، أو يرمي بالسيجارة عندما يراني، بيد أنه لم يعر لنظراتي أي اهتمام، وكأن ما يفعله ليس خطأً يستحق عليه العقاب، فاقتربتُ منه وهممتُ بضربه، وإذا به يصرخ: ليش تضربني؟ هذه السيجارة لعبة وليست حقيقية».
ويستطرد جعفر: «أمسكتُ بالسيجارة، وقلّبتها فرأيتها مشابهة في شكل كبير للسجائر العادية، ولا تحتاج إلى ولاعة كي يتم إشعالها، وإنما تحوي ورق قصدير لونه أحمر، وبدايتها محترقة لتوحي أنها مشتعلة، وما لاحظته أيضاً هو وجود دخان يخرج من فم ابني عندما يضع السيجارة فيه، واكتشفت أنها تحوي مادة تشبه الدقيق، تخرج عندما يقوم الطفل بشفط السيجارة».
ولم يستغرب الأب من دخول هذه «الألعاب السيئة» إلى الأسواق المحلية، أو من عدم وجود رقابة على الألعاب التي تدخل إلى الأسواق، «ما لاحظته وجود تحذير خلف العلبة، يشير إلى خطر الاختناق، وما أدرانا ما هي المادة البيضاء التي بداخل السجائر»، مؤكداً أن هذا الوضع في حاجة إلى حزم من الجهات ذات الصلة.

... «النمذجة» السيئة لعقلية الطفل


اعتبر الاختصاصي الإكلينيكي جعفر جزعل، أن هذه الألعاب ومثيلاتها «نوع من أنواع النمذجة السيئة لعقلية الطفل»، موضحاً: «النمذجة تؤدي إلى سلوك، وهي أحد الأساليب المستخدمة في تعديل السلوك، وان استخدمت في شكل سيئ فقد تؤدي إلى سلوك سلبي».
وتابع جزعل: «تختلف النماذج بين نموذجين، صالح وآخر سيئ، فمثلاً إذا امتدح الأب الفارس أو الخيّال الموجود في إعلانات السجائر، وأنه دليل على الرجولة والقوة والفروسية، فيكون هذا النموذج مقبولاً بالنسبة إلى الطفل، ليتقمص شخصيته»، مشيراً إلى أنها «تعتبر نوعاً من أنواع المحاكاة للكبار، ونموذجاً سيئاً واضحاً للعيان وشائعاً في المجتمع».
وحاولت «الحياة» الحصول على توضيح من فرع وزارة التجارة في المنطقة الشرقية، حول انتشار هذه الألعاب في الأسواق المحلية، وكيفية دخولها إلى البلاد، وعلى رغم أن المسؤولين في الفرع تلقوا استفسارات هاتفية وأخرى من طريق الفاكس، بيد أنهم لم يردوا.

حسبي الله ونعم الوكيل

اللهم استرنا

«النمذجة تؤدي إلى سلوك، وهي أحد الأساليب المستخدمة في تعديل السلوك، وان استخدمت في شكل سيئ فقد تؤدي إلى سلوك سلبي».


لاحول ولاقوة الا بالله .. والله انها مشكله