تجار معارض الجوهرة يبوحون بأسرار المهنة



تعد معارض الجوهرة للسيارات في جدة أكبر سوق في السعودية. وتبدو حركة الزحام الشديد أثناء الذروة دون تدخل الجهات الأمنية.

تكتل مجموعة من رجال الأعمال العاملين في تسويق السيارات في معارض الجوهرة جنوبي جدة، لتأسيس شركة مساهمة مغلقة لتنظيم وضبط سوق السيارات، وقصر فرص التوظيف على السعوديين في هذه الشركة التي من شأنها أن تكون نواة لإعادة تنظيم سوق السيارات المستعملة في جدة.وطالب رجال الأعمال إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة جدة بالإسراع في إيجاد الأرض بحيث يكون موقعها استراتيجيا شمالي المحافظة وقريبا من النطاق العمراني. وتستحدث الشركة المساهمة صالات مغلقة ومزادا عالميا للسيارات المستعملة، وإنشاء مقار لجهات حكومية وأمنية لإنهاء معاملات المركبات بتكلفة إجمالية تتجاوز مليار ريال.وكشف ملاك معارض السيارات في جدة عن أن إعادة تنظيم السوق التي تعد أكبر سوق في المنطقة الغربية، ستوفر ثلاثة آلاف فرصة عمل من خلال تنظيم 700 معرض سيارات وإلزامها بتوظيف مواطنين سعوديين.



التجار ينوون التعاقد مع شركة أمنية لحماية السيارات ليلا.



مجهولون يبيعون مركباتهم دون وثائق رسمية.

قال لـ ''الاقتصادية'' رجال الأعمال أصحاب هذه الفكرة، إن طرح هذا المشروع يأتي تحقيقا لرؤية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للارتقاء إلى العالم الأول، لافتين إلى أن ملاك هذا المشروع هم أصحاب معارض السيارات في جدة، الأمر الذي يحقق ربحية وفائدة أكثر لهم، إذ إن المشروع سيتضمن مقار لبنوك محلية وصناديق للأمانات لحفظ الأموال وإيداعها بشكل مباشر دون الذهاب إلى بنك مطار جدة.وأضاف رجال الأعمال أن هذه المعارض المغلقة ستكون مدعمة ببوابات وكاميرات مراقبة ومنع اعتراض المواطنين للسيارات المتوجهة للصالات.وأبانوا أن منطقة الرياض تستهلك 40 في المائة من السيارات في جدة، أما النسبة المتبقية موزعة على مناطق السعودية، مشيرين إلى أن جدة باعتبارها مدينة تجارية يتجاوز مبيعات الجملة للسيارات فيها أكثر من 50 في المائة نتيجة إقبال سكان المناطق الشمالية ومنطقة الجنوب بالأخص إلى المعارض.وقالوا إن سواق أبو حذري في الشرقية ومعارض الشفاء والنسيم معارض استثمارية في السعودية، فيما تمثل معارض الجوهرة جنوبي جدة الأكبر في استثماراتها، ومن الملاحظ أن معارض النسيم في الرياض من المعارض المنظمة من جميع النواحي أمنيا أو نواحٍ أخرى.
السرقات تزداد لإغلاق البنوك عصرا تقصت ''الاقتصادية'' خلال جولتها الميدانية في سوق تتجاوز استثماراتها 22 مليار ريال سنويا، معلومة تؤكد أن البنوك المحلية القريبة من منطقة معارض السيارات تغلق أبوابها عند الساعة الرابعة عصرا، الأمر الذي يجعل ملاك المعارض يودعون المبالغ المالية بعد بيعهم السيارات في بنك المطار، وآخرين يضعون مبالغهم في خزائن أموال داخل المعارض، ما جعل قضايا السطو على المعارض ترتفع خلال الشهور الأخيرة نتيجة عدم وجود رقابة أمنية صارمة.وطالب رجال الأعمال بضرورة تحرك الجهات الحكومية لإعادة تأهيل معارض الجوهرة الواقعة جنوب جدة، نظرا لوجود مركبات تالفة متوقفة منذ سنوات ونشوء مستنقعات مائية في الركن الجنوبي الغربي من المعارض أصبحت تهدد المستثمرين بحيث يتم تقسيم وتنظيم السيارات المستعملة والجديدة والقضاء على العشوائية، إذ إن وعود المجلس البلدي وأمانة جدة بإزالة هذه المستنقعات لم تعد حلولا جذرية بل حلول وقتية، مشيرين إلى أن السيارات المستعملة الأمريكية يرتفع طلبها نتيجة توجه تجار المناطق إلى جدة وشراء مركبات بالجملة لبيعها في مناطقهم أما السيارات الخليجية فتصب في منطقة الرياض نتيجة بعد جدة عن الرياض وأيضا المستهلكون في الرياض الأعلى في مناطق السعودية.
شركة أمنية لحماية المعارض ليلا تعاقد تجار معارض السيارات مع شركة أمنية متخصصة لمراقبة معارضهم تحت إشراف الأمن الوقائي في شرطة جدة، بعد تعرضها للسطو وسرقة محتويات السيارات الفارهة وإبلاغهم الجهات الأمنية التي تعاونت معهم في تمشيط المنطقة ليلا بعدد كاف من الدوريات الأمنية للقبض على عصابات متخصصة في السطو على المعارض وسرقة المبالغ التي داخل الخزائن.في سياق آخر، كشف عويضة الجهني رئيس لجنة ملاك المعارض ودلالي السيارات ومحال قطع غيار السيارات في جدة، ظهور حالات تحايل لمجهولي الهوية يذهبون مع قائد المركبة المباعة أثناء وقوفها في الطرق الرئيسية المودية الى المعارض ويعطونه سندات لا تنتمي لأي معرض والتأكيد له بالعودة من اليوم الثاني لتسلم المبالغ من أحد المعارض، وهذه الحيل تم اكتشافها وتم إبلاغ الجهات الأمنية التي أدت دورها وأصبحت تراقب وتضبط الأشخاص الذين يشرعون في مثل هذه الحالات وممارسة النصب والاحتيال أمام الجمهور.وعن العوائق التي تواجه تجار المعارض أكد الجهني أن الأشخاص مجهولي الهوية أصبحوا يشكلون خطورة على المواطنين والمقيمين الذين يبيعون مركباتهم، وذلك بالنصب عليهم وبيع مركبتهم بأسعار خيالية نتيجة احتياجهم لبيع هذه المركبات وأن اللواء علي السعدي مدير شرطة جدة قد تم الاجتماع معه حول هذه الحيل، وأكد على محاربتهم وفق خطة أمنية مشتركة.
تجار المعارض: المطلوبون أمنيا ورّطونا أكد علي الشيخي أحد تجار معارض المركبات في جدة، أن تجار المعارض يتضررون نتيجة بيع المطلوبين أمنيا لدى الجهات الأمنية مركباتهم في خطوة للتخلص منها، الأمر الذي يجعل التجار أو المستثمرين يسلمون مبالغ المبايعة إلى المطلوب أمنيا دون معرفة هويته، ما يجعل المرور يوقف المبايعة بعد تسلم المطلوب أمنيا المبالغ المالية، وقد سبب لنا هذا الأمر إشكاليات كثيرة أدى إلى تضرر استثماراتنا.ودعا الشيخي إلى ضرورة العمل على تخصيص قسم للاستفسار عن حالة البائع سواء مطلوبا أمنيا أو جنائيا لعدم إتمام البيعة نظرا لوجود ملاحظات عليه في الجهات الأمنية وضرورة مراجعتهم، وقال إن الأشخاص مجهولي الهوية الذين يتمركزون على الشوارع الرئيسية أثروا سلبيا على معارض السيارات التي تضخ استثمارات هائلة في هذا المجال.وأكد مصدر أمني في مرور جدة استحداث وحدة في معارض السيارات جنوبي جدة خاصة للاستفسارات عن حالة المركبة والبائع، بحيث لا يتم الموافقة على بيع سيارات المطلوبين أمنيا وجنائيا ومن يخالف ذلك التعميم الذي وزع على جميع معارض السيارات يتحمل العواقب المترتبة على ذلك.وحصلت ''الاقتصادية'' على نسخة من التعميم الذي أشار إلى ضرورة تزويد المشتري بخطاب من المعرض موجه إلى المرور بطلب الاستعلام عن المركبة والبائع قبل عمل عقود البيع لها، والتأكد من خلو سجل البائع من أي ملاحظات تحول دون إتمام عملية نقل الملكية، وذلك من خلال قسم الاستفسارات في رخص المعارض جنوبي جدة.
صالات سيارات داخل الأحياء يعكس انتشار صالات بيع السيارات داخل الأحياء السكنية، الفوضى التي أفرزتها سلبية سوق المعارض في جدة، ونشوء سوق أخرى منافسة لهذه السوق، بصالات السيارات المنتشرة داخل المدينة، التي يقدر عددها في جدة بنحو 100 صالة لبيع السيارات المستعملة، وهذه دلالة بحسب بعض المصادر إلى عدم وجود سوق منظمة لجذب المستهلكين إليها.ويعمد تجار صالات السيارات المنتشرة في جدة إلى رفع أسعار السيارات المباعة إلى ضعف ما يباع في سوق معارض السيارات أو شركات التوكيلات وهذا يرجع لعدم وجود جهاز رقابي عليها والعمل على وضع أسعار موازية لأسعار السيارات التي تباع في سوق المعارض.
توفير 3 آلاف وظيفة للسعوديين كشف ملاك معارض السيارات في جدة عن أن إعادة تنظيم السوق التي تعد أكبر سوق في المنطقة الغربية توفر ثلاثة آلاف فرصة عمل من خلال تنظيم 700 معرض سيارات، وإلزامهم بتوظيف سعوديين بعد توافر مطالبهم التي تتمثل في منح بعض البنوك المحلية وتخصيص مقار لها داخل مركز المعارض شريطة أن تعمل حتى منتصف الليل أسوة بالبنوك التي تعمل في المطارات، مبينين أن هناك حركة أموال كبيرة يخشى عليها من السرقة.وأكد التجار أن السوق يعاني من عدم وجود لوحات إرشادية لبائعي السيارات كمعارض النسيم في منطقة الرياض، إضافة إلى أن الأمانة لا تطور البنى التحتية للأرصفة والشوارع التي طفحت بها المياه الجوفية في الناحية الجنوبية الغربية، حيث إنه من الملاحظ عدم وجود دورات مياه ومطاعم ومكاتب للخدمات العامة تعمل على خدمة المواطنين والمقيمين، إضافة إلى عدم تنظيم قطاع السيارات الفارهة والعادية والشاحنات وأن عشوائيتها أسهمت في اتساعها في جميع أرجاء المعارض، كما أن الفوضى في السوق خلقت مناخا لاحتواء وتشكيل والتستر على الهاربين من كفلائهم والمتخلفين من نظام الحج والعمرة ومجهولي الهوية من الأفارقة والبرماوية وأسهمت في تشغيلهم بشكل ملحوظ.
بيع السيارات في الشوارع إلى ذلك، انتشرت ظاهرة بيع السيارات في شوارع جدة الرئيسة وحولت الأرصفة إلى مزادات مؤقتة لبيع مركباتهم التي تشكل منظرا عشوائيا لقاصدي المدينة التجارية، ولم يستجب ملاك هذه السيارات التي تعرض في الشوارع إلى التعليمات الصادرة من أمانة جدة ومرور جدة، الذي تحرك نتيجة ما تسببت فيه هذه الظاهرة من إخلال بأنظمة وقوانين المرور.كما أن ملاك هذه السيارات لم يعد ينفع معهم الإجراءات التي اتخذتها الأمانة، سواء في إنذار الملاك أو شن حملات لإزالتها من الشوارع الحيوية، فالنتيجة واحدة وهي تحول الشوارع الرئيسية إلى مواقف ثابتة لعرض أحدث وأقدم الموديلات من السيارات.ويرجع وبحسب مصادر انتشار هذه الظاهرة إلى كثرة الازدحام في سوق المعارض وعدم وجود سوق منظمة تحت جهة مختصة.