تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > إستراحة الأعضـاء

الملاحظات

أضرار الشائعات

إستراحة الأعضـاء

أضرار الشائعات الحمد لله مبدع الكائنات، وبارئ النسمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جزيل العطايا والهبات، وواهب الخيرات والبركات، أمر...

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 25-01-2013, 06:46 AM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 308701
أريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداع
أضرار الشائعات

أضرار الشائعات

الحمد لله مبدع الكائنات، وبارئ النسمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جزيل العطايا والهبات، وواهب الخيرات والبركات، أمر بالصدق وحرّم الأكاذيب والشائعات.
وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل البريات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
أيها المسلمون: منذ أن خلق الله الخليقة وُجد الصراع بين القوى، صراعٌ يستهدف أعماق الإنسانية، ويؤثر في كيان البشرية، وإذا كانت الحروب والأزمات والكوارث والنكبات تستهدف بأسلحتها الفتاكة الإنسان من حيث جسده وبناؤه، فإن هناك حرباً سافرة مستترة تتوالد على ضفاف الحوادث والملِمَّات، وتتكاثر زمن التقلبات والمتغيّرات، وهي أشدّ ضراوة وأقوى فتكا، لأنها تستهدف الإنسان من حيث عُمقُه وعطاؤه، وقيمُه ونماؤه، أتدرون - يا رعاكم الله - ما هي هذه الحرب القذرة؟! إنها حرب الشائعات.
الشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، وليس من المبالغة في شيء إذا عُدَّت ظاهرة اجتماعية عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، وأنها جديرة بالتشخيص والعلاج، وحريةٌ بالتصدي والاهتمام لاستئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في الأمة، التي هي عماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات.
معاشر المسلمين: المستقرئ للتاريخ الإنساني يجد أن الشائعات وُجدت حيث وُجد الإنسان، بل إنها عاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضارات، ومنذ فجر التاريخ والشائعة تمثّل مصدر قلقٍ في البناء الاجتماعي، والانتماء الحضاري لكل الشعوب والبيئات.
ولما جاء الإسلام اتخذ الموقف الحازم من الشائعات وأصحابها لما لنشرها وبثها بين أفراد المجتمع من آثار سلبية، على تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، والحفاظ على بيضته، بل لقد عدّ الإسلام ذلك سلوكا مرذولاً، منافيا للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، وهل الشائعة إلا نسف لتلك القيم؟! ومعول هدم لهذه المثُل؟!
كما حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة القالة بين الناس، وهل الشائعة إلا كذلك؟! وأمر بحفظ اللسان، وأبان خطورة الكلمة، وحرّم القذف والإفك، وتوعّد محبّي رواج الشائعات بالعذاب الأليم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}[النور: 19].
وحث على التثبت والتبيّن في نقل الأخبار، يقول سبحانه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6]، قرأ حمزة والكسائي: فتثبَّتوا.
وأخبر سبحانه أن الإنسان مسؤول أمام الله عز وجل ومحاسب عن كل صغير وجليل: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18]، {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء: 36].
والشائعات مبنية على سوء الظن بالمسلمين، والله عز وجل يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ}[الحجرات: 12]، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله قال: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))1، كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرَهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويصدّقوا قول كل دعيٍّ مارق، أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))2، وفي رواية: ((كفى بالمرء إثماً))3.
وسدًّا للباب أمام الوشاة المغرضين، ونقلة الشائعات المتربّصين، ومنعاً لرواج الشائعة والبلاغات المجهولة الكيدية المغرضة، والأخبار الملفقة المكذوبة على البرآء الغافلين، يقول فيما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: ((ألا أخبركم بشراركم؟!)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت))4.
إخوة العقيدة، إذا كان في دنيا النبات طفيليات تلتفُّ حول النبتة الصالحة، لتفسد نموّها، فإن الشائعات ومروّجيها أشدُّ وأنكى، لما يقومون به من خلخلة البُنى التحتية للمجتمع، وتقويض أركانه، وتصديع بنيانه، فكم تجنّوا على أبرياء؟! وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء؟! وكم نالوا من علماء وعظماء؟! وكم هدّمت الشائعة من وشائج؟! وتسبّبت في جرائم؟! وفككت من أواصر وعلاقات؟! وحطّمت من أمجاد وحضارات؟! وكم دمّرت من أسر وبيوتات؟! وأهلكت من حواضر ومجتمعات؟! بل لرب شائعة أثارت فتنا وبلايا، وحروباً ورزايا، وأذكت نار حروب عالمية، وأججت أوار معارك دولية، وإن الحرب أوّلها كلام، ورب كلمة سوء ماتت في مهدمها، ورب مقالة شرّ أشعلت فتنا، لأن حاقداً ضخّمها ونفخ فيها.
ومروّج الشائعة - يا عباد الله - لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرف التفكير، صفيق الوجه، عديم المروءة، ضعيف الديانة، يتقاطر خسَّة ودناءة، قد ترسّب الغلّ في أحشائه، فلا يستريح حتى يزبد ويُرغي، ويفسد ويؤذي، فتانٌ فتاكٌ، ساع في الأرض بالفساد، يجر الفتن للبلاد والعباد.
إنه عضو مسموم، ذو تجاسر مذموم، وبذاء محموم، يسري سريان النار في الهشيم، يتلوّن كالحرباء، وينفث سمومه كالحية الرقطاء، ديدنه الإفساد والهمز، وسلوكه الشر واللمز، وعادته الخبث والغمز، لا يفتأ إثارة وتشويشاً، ولا ينفك كذباً وتحريشاً، ولا يبرح تقوّلا وتهويشاً، فكم حصلت وحصلت من جناية على المؤهلين الأكفياء بسبب شائعة دعيٍّ مأفون، ذي لسان شرير، وقلم أجير، في سوء نية، وخبث طوية، وهذا سرّ النزيف الدائم في جسد الأمة الإسلامية.
إخوة الإيمان، ومنذ فجر التاريخ والشائعات تنشب مخالبها في جسد العالم كله، لاسيما في أهل الإسلام، يروّجها ضعاف النفوس والمغرضون من أعداء الديانة، ويتولى أعداء الإسلام عبر التاريخ - لاسيما اليهود قتلة الأنبياء ونقضة العهود - كبر الشائعات، بغيةَ هدم صرح الدعوة الإسلامية، والنيل من أصحابها، والتشكيك فيها، ولم يسلم من شائعاتهم حتى الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، فقد تعرّضوا لحملة من الافتراءات، والأراجيف ضد رسالتهم، تظهر حينا، وتحت جُنح الظلام أحياناً: {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}[البقرة: 87].
فهذا المسيح عليه السلام تشكك الشائعات المغرضة فيه وفي أمة الصديقة: {يا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}[مريم: 28].
والكريم بن الكريم بن الكريم يوسف -عليه السلام- نموذج من نماذج الطهر والنقاء ضد الشائعات المغرضة التي تمس العرض والشرف، {كَذالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف: 24].
والسيرة العطرة لرسول الهدى أنموذج يحمل في طياته نماذج حية لتاريخ الشائعة، والموقف السليم منها، فقد رُميت دعوته المباركة بالشائعات منذ بزوغها، فرُمي بالسحر والجنون والكذب والكهانة، وتفنن الكفار والمنافقون الذين مردوا على النفاق في صنع الأراجيف الكاذبة، والاتهامات الباطلة ضد دعوته، ولعل من أشهرها قصة الإفك المبين، تلك الحادثة التي كشفت عن شناعة الشائعات، وهي تتناول بيت النبوة الطاهرة، وتتعرّض لعرض أكرم الخلق على الله، وعرض الصديق والصديقة صفوان بن المعطل رضي الله عنهم أجمعين، وتشغل هذه الشائعة المسلمين بالمدينة شهراً كاملاً.
والمجتمع الإسلامي يصطلي بنار تلك الفرية، ويتعذّب ضميره، وتعصره الشائعة الهوجاء عصراً، ولولا عناية الله لعصفت بالأخضر واليابس، حتى تدخّل الوحي ليضع حداً لتلك المأساة الفظيعة، ويرسم المنهج للمسلمين عبر العصور للواجب اتخاذه عند حلول الشائعات المغرضة، {لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ}[النور: 12]، إلى قوله سبحانه: {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ}[النور: 16، 17]، تقول عائشة رضي الله عنها: "فمكثت شهراً لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحل بنوم"، حتى برّأها الله من فوق سبع سموات، رضي الله عنها وأرضاها5.
ومن ذلك - يا عباد الله - استغلال الكفار والمنافقين لحادث موت رسول الله، حين أخذوا يشنون الحرب النفسية ضد المسلمين عن طريق الشائعات المغرضة، زاعمين أن الإسلام قد انتهى، ولن تقوم له قائمة حتى أثّر ذلك على بعض الصحابة رضي الله عنهم، وظل الناس في اضطراب حتى هيّأ الله الصديق أبا بكر رضي الله عنه فحسم الموقف بتذكير الأمة بقول الحق تبارك وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[آل عمران: 144]6.
أمة الإسلام، وتتطوّر الشائعات بتطور العصور، ويمثّل عصرنا الحاضر عصراً ذهبياً لرواج الشائعات المغرضة، وما ذاك إلا لتطوّر التقنيات، وكثرة وسائل الاتصالات، التي مثّلت العالم قرية كونية واحدة، فآلاف الوسائل الإعلامية، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية تتولّى كِبرَ نشر الشائعات المغرضة، والحملات الإعلامية المحمومة، في صورة من أبشع صور الإرهاب النفسي والتحطيم المعنوي، له دوافعه المشينة، وأغراضه المشبوهة، ضد عقيدة الأمة ومُثلها، وثوابتها وقيمها.
إنها ألغام معنوية، وقنابل نفسية، ورصاصات طائشة، تصيب أصحابها في مقتل، وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدوّ بمخابراته وطابوره الخامس، مركّزة على شائعات الخوف والمرض، وإثارة القلق والرعب والحروب، وزرع بذور الفتنة، وإثارة البلبلة بين الناس، لاسيما في أوقات الأزمات، يوافق ذلك فراغ عند المتلقي وفضول، وبطالة وخمول، فتسري الشائعة في الناس مسرى الهواء، وتهيج فيهم هيجان البحر المتلاطم، وتكمن خطورتها أنها سلاح جنوده مغفّلون أغرار، سحرتهم الشائعات ببريقها الخادع، فأصبحوا يرددونها كالبَّبغاوات دون أن يدركوا أنهم أدوات يُستخدمون لمصالح أعدائهم، وهم لا يشعرون.
وكم كان للشائعات آثارها السلبية على الرأي العام، وصنّاع القرار في العالم، وكم كانت سببا في أن يصرف الأعداء جبهة الأمة الداخلية عن مشكلاتها الحقيقية لإغراقها في مشكلات مفتعلة، علاوة على تمزيق الوحدة الإسلامية، والعمل على تفتيت الجبهة الداخلية.
يا أمة محمد، الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته، مثيرٌ للاضطراب والفوضى في الأمة، وقد يكون شراً من مروّج المخدرات، فكلاهما يستهدف الإنسان، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى.
وإنك لتأسف أشد الأسف ممن يتلقى الشائعات المغرضة، وكأنها حقائق مسلّمة، يجلس أحدهم الساعات الطوال أمام أجهزة الشبكات المعلوماتية بوجهها الكالح، وما يعرف بجهاز الإنترنت، عبر مواقعه المشبوهة فيلطّخ سمعه وبصره من الشائعات الباطلة، وتلفيق التهم الصفيقة مما تجفل القلوب من مجرّد سماعه، وتتحرّج النفوس المؤمنة من مطالعته، فضلاً عن البوح به، وما درى من هم هؤلاء الجبناء، خفافيش الظلام، إنهم أدوات في أيدي من يُعرف باللوبي الصهيوني العالمي، ضد أمن الأمة ومجتمعاتها الإسلامية.
وإنه ليخشى لمن أدمن النظر فيها أن يخسر دينه ودنياه وآخرته، وأن يلتبس عليه الحق بالباطل، فينحرف عن جادة الصواب والعياذ بالله، وهل يجوز لنا ويليق بنا - نحن أهل الإسلام - أن نتخلى عن شيء من ثوابتنا؟! أو أن تهتز بعض قناعاتنا؟! أو أن نظن غير الحق بأحد من علمائها وفضلائنا بمجرّد وشاية كاذبة أو شائعة مغرضة؟‍! أين عقولنا وتفكيرنا؟! بل أين ديننا وإيماننا أن نتلقف كل شيء تحت شعار قالوا وزعموا؟!.
يقول الإمام الذهبي -رحمه الله-: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قمنا عليه، وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة"7، فالله المستعان.
عباد الله، ومن هنا تدركون - يا رعاكم الله - خطورة هذه الحرب ضد دين الأمة وأمنها ومجتمعها، مما يتطلب ضرورة التصدي لها، وأهمية مكافحتها، والتخطيط لاستئصال جرثومتها، حتى لا تقضي البقية الباقية من تماسك المجتمع، وتلاحم أفراده.
وواجب علماء الأمة ودعاتها، وطلاب العلم فيها وشبابها في ذلك كبير وعظيم، فإنهم مستهدفون، فعليهم أن يدركوا أبعاد المؤامرة، وأن لا يكونوا ميداناً خصباً لتواجدها، وانتشارها بينهم، وأن يحرصوا على التثبت والتبيّن، وأن يحذروا مسالك التأويل والهوى، واتباع المتشابه، وأن يقفوا في الأحداث عن علم وبصيرة، ويكفّوا ببصر نافذ، ونظر ثاقب، وظنّ حسن، بعيداً عن إيغار الصدور، وبث الشائعات والشرور، معتصمين بالكتاب والسنة، متخذين من موقف السلف الأنموذج عند الفتن.
والأمة مطالبة كلٌ في مجاله للقضاء على هذه الظاهرة التي لها آثارها المدمرة ضد أمن الأمة واستقرار المجتمع، كما أن على البيت والمسجد والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام دوراً كبيراً في المحافظة على سلامة المجتمع من شرورها وأخطارها، بدءاً بالوعي وتقوية الوازع الإيماني وتبيين الحقائق ونشرها، وعدم التساهل في نقل الكلام وبث الأنباء، لاسيما في أوقات الأزمات، وعدم التهويل والإثارة في التعليقات، والمبالغة في التحليلات المشبوهة، وإيجاد صيغة علمية وآلية عملية للحوار الحضاري، والموقف السليم في الأحداث والمتغيرات، واختلاف الظروف والمستجدات، بإخلاص وصدق وشفافية، دون تزييف أو التواء، رفعاً من روح المعنوية، وبعداً عن الخور والضعف والانهزامية، كما قال سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء وَاتَّبَعُواْ رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذالِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران: 173-175].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان حليما غفوراً.

الخطبة الثانية
حمدا لله على نعمائه، وشكرا لله على توفيقه وامتنانه، ونصلى ونسلم على خير داع إلى رضوانه، محمد وعلى آله وصحبه وسائر إخوانه, وعلى كل من والاه وتولاه.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واعملوا أن دينكم الإسلامي الحنيف رسم المنهج الصحيح لمواجهة أخطار الشائعات قاصداً من ذلك بناء المجتمع المسلم المتماسك، فأقام الضمانات الواقعية، والحصانات الكافية التي تحول دون معاول الهدم والتخريب، ومستنقعات الترويج والتأليب أن تتسلّل إليه أو تؤثر عليه في غفلة من أهل الوعي والصلاح، فتتناثر حبات عقده الناصح، وتتشتت لبنات بنائه المحكَم، فلا يقوى على التصدي لعاتيات العواصف والفتن، وتلاطمات أمواج المحن، فيوشك أن تغرق سفينته، أو يتغير مسارها الصحيح، أو تحدث فيه الشروخ والخروق، فتطوّح بها بعيداً عن شاطئ السلامة، وساحل النجاة.
أيها الإخوة الأحبة في الله، وإن من أولى الخطوات في مواجهة حرب الشائعات تربية النفوس على الخوف من الله، والتثبت في الأمور، فالمسلم لا ينبغي أن يكون أذنا لكل ناعق، بل عليه التحقق والتبيّن، وطلب البراهين الواقعية، والأدلّة الموضوعية، والشواهد العملية، وبذلك يُسدّ الطريق أمام الأدعياء، الذين يعملون خلف الستور، ويلوكون بألسنتهم كل قول وزور، ضد كل مصلح ومحتسب وغيور.
ألا وإن من العدل والإنصاف استنكار تلك الحملات الإعلامية المغرضة، والشائعات والأراجيف الباطلة، ضد عقيدتنا وشريعتنا، وضد بلادنا الإسلامية والمسلمين الذين يشرفون بالانتساب إلى هذا الدين القويم، وإن الطعن في بلاد الإسلام وعلماء الإسلام، ليس المقصود منه أشخاصهم وأعيانهم، وإنما ما يحملون من عقيدة ومنهج.
ألا فلنتق الله عباد الله، ولنقم بواجبنا تجاه دين الله تعلماً وتعليماً وإصلاحاً ودعوة، فما أحوج العالم اليوم إلى فهم الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، وما أحرى وسائل الإعلام العالمية المعاصرة في أن تسهم في تحقيق ذلك، ألا فلنكن صفاً واحداً أمام أعدائنا، ولنسر على منهجية صحيحة تحقق المصالح، وتدرأ المفاسد عن أمتنا، ومجتمعاتنا بإذن الله8.
نسأل الله أن يحفظنا بحفظه، وأن يرحمنا برحمته، والحمد لله رب العالمين.
منقول

  #2 (permalink)  
قديم 25-01-2013, 11:32 PM
الصورة الرمزية امل مكتوب
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 37
معدل تقييم المستوى: 7165
امل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداعامل مكتوب محترف الإبداع

والله ما جتنا النكبه الا من البلاك بيري والواتس اب وغيرها بالرغم انها تقنيه سهلت الحياه من جانب الا انها ساعدت في انتشار الشائعات والاكاذيب ونحن شعب لا نقرأ فمن السهل ان نصدق اي رساله يتم تدشينها بحديث نبوي وتكون احاديث غير صحيحه فبعض الذين يوريدون الاجر يقومون بارسالها دون معرفه وهكذا حتى يتم حفظ هذه الاكاذيب وانتشاراها باسم الدين وغيرها الكثير حتى انهم قامو بنشر صورة لي خنزير اعزكم الله وفي فمه قران يقولون انظرو الى الدانيمارك كيف يوهينون القران وكلها فبركه فتنتشر بسرعة البرق وكلن يريد التسابق لارسالها كي يكون الاسبق بالاجر ولا يدري انه ربما سابق في كسب الاثم ... نحن امه تستقطب التطور بحذافيره ونقوم باستخدامه في التخلف والرجوع للجاهليه.. البعض الا من رحم ربي

ودمت..

  #3 (permalink)  
قديم 26-01-2013, 03:43 PM
(عضو لم يقم بتفعيل عضويته)
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 73
معدل تقييم المستوى: 0
يحيى الفقيهي يستحق التميز

[align=center]استغفر الله . استغفر الله . استغفر الله
استغفر الله . استغفر الله . استغفر الله[/align]

  #4 (permalink)  
قديم 02-02-2013, 11:22 PM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 308701
أريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امل مكتوب مشاهدة المشاركة
والله ما جتنا النكبه الا من البلاك بيري والواتس اب وغيرها بالرغم انها تقنيه سهلت الحياه من جانب الا انها ساعدت في انتشار الشائعات والاكاذيب ونحن شعب لا نقرأ فمن السهل ان نصدق اي رساله يتم تدشينها بحديث نبوي وتكون احاديث غير صحيحه فبعض الذين يوريدون الاجر يقومون بارسالها دون معرفه وهكذا حتى يتم حفظ هذه الاكاذيب وانتشاراها باسم الدين وغيرها الكثير حتى انهم قامو بنشر صورة لي خنزير اعزكم الله وفي فمه قران يقولون انظرو الى الدانيمارك كيف يوهينون القران وكلها فبركه فتنتشر بسرعة البرق وكلن يريد التسابق لارسالها كي يكون الاسبق بالاجر ولا يدري انه ربما سابق في كسب الاثم ... نحن امه تستقطب التطور بحذافيره ونقوم باستخدامه في التخلف والرجوع للجاهليه.. البعض الا من رحم ربي

ودمت..
شكراً لك على مروك وإضافتك بارك الله فيك

التعديل الأخير تم بواسطة أريدوظيفه ; 02-02-2013 الساعة 11:24 PM
  #5 (permalink)  
قديم 02-02-2013, 11:24 PM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 308701
أريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى الفقيهي مشاهدة المشاركة
[align=center]استغفر الله . استغفر الله . استغفر الله [/align][align=center]
استغفر الله . استغفر الله . استغفر الله[/align]
شكراً لك على مرورك وبارك الله فيك
  #6 (permalink)  
قديم 25-04-2013, 02:53 AM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 308701
أريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداع

مسؤولية
خطر الإشاعات
ناهد سعيد باشطح

فاصلة :

"الحرية هي السيطرة التي نتمتع بها على أنفسنا"

- حكمة هولندية -

؟ لماذا تنتشر الشائعات؟

هي مرتبطة بالأزمات والمواضيع الساخنة التي تمس حياة المواطن والى الغموض او إمكانية نشر المعلومات..

و كثير من الأخبار تنتشر وفيها إساءة لسمعة إنسان أو هيئة أو بلد والمشكلة في تعاملنا مع المعلومة على انها صحيحة وقد تبنى عليها أحكام وسلوكيات بينما هي غير صحيحة.

واذا تتبعت أي اشاعة سوف تكتشف سذاجتها لو مررتها على العقل والمنطق

وفي علم الاتصال يوجد ما يسمى بالترشيح اللغوي وهو ما يعني أن انتقال الكلام من شخص إلى آخر لا يتم بشكل آلي بل يخضع إلى مشاعر وأفكار الأشخاص،

في دراسة عن الشائعات أشارت إليها جريدة الجزيرة في عددها ( 11137) عدها أحد الخبراء تقول إن "70% من التفاصيل تسقط خلال خمسة أو ستة تنقلات من فم إلى فم واكبر معدل لسقوط التفاصيل يتم في الاستعدادات الأولى حتى تنتهي الواقعة إلى خبر مقتضب مضافا إليه كثيراً من المبالغات".

في الصين لديهم آلية أعجبتني حيث أقرت بلدية شونكينغ تشريعا يفرض 630دولارا غرامة على كل من ينشر على الإنترنت "تعاليق أو ملاحظات تشهيرية أو يشن هجوماً شخصيا أو يحاول الإضرار بسمعة الآخرين".

ولكن المشكلة في الاشاعات المنتشرة بين الناس كيف يتم ردعها؟

ان لم يردعنا الدين فالرسول يأمرنا أن نتثبت من الأخبار قبل تصديقها والعمل بها، ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بئس مطية الفتى زعموا)

ان الاشاعات يمكن ان تدمر حياة مجتمعات كاملة ولذلك لا بد من مكافحتها بكافة الطرق.

  #7 (permalink)  
قديم 25-04-2013, 02:57 AM
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 308701
أريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداعأريدوظيفه محترف الإبداع

الإشاعة: خطرها و علاجها
محمد الجابري

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين و بعد فبين الحين و الأخر نسمع عن إشاعات تبث و تنشر و أكاذيب تبعث و ترسل.
هذه الإشاعات التي لها خطر عظيم و شرير كبير.
فكم دمرت من مجتمعات و هدمت من أسر، و فرقت بين أحبة.
كم أهدرت من أموال، و ضيعت من أوقات.
كم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة، و أورثت من حسرة.
و إذا أردت أن تعلم عظيم شرها، فانظر في حادثة الإفك: كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم مكث شهرا كاملا وهو مهموم محزون، لا وحي ينزل يبين له حقيقة الأمر، و لا يعرف عن أهل بيته إلا الطهر و العفاف.

و لقد فتن كثير من المسلمين بنشر هذه الإشاعات و ترديدها دون نظر في النتائج، و دون نظر في الشرور الناتجة عنها.

لقد عالج الإسلام قضية الإشاعة عن طريق ثلاث نقاط:
أ‌- النقطة الأولى: التثبت.
ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
ت‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.

و قبل البدء في تفصيل هذه النقاط لابد من التنبيه على لأمر مهم جدا، ألا وهو : أن الله سبحانه و تعالى جعل العلاج لقضية الإشاعة من خلال الناقلين لها من المؤمنين أنفسهم دون التركيز على مصدر الإشاعة و ذلك لان مصدر الإشاعة قد يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء، و هؤلاء لا حيلة معهم، فان من دأبهم نشر الإشاعة لإضعاف المسلمين.
نعم قد ورد تحذير للمسلمين أن يكذبوا الكذبة ثم يبثوها ( كما في حديث جابر بن سمرة عند البخاري).
لكن هذه الإشاعات ما كان لها أن تنتشر لو قابلها المؤمنون بالمنهج الرباني لتلقي الأخبار و تلقي الإشاعات.

و إليك تفصيل تلك النقاط:
أ - النقطة الأولى: التثبت:
يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) و في قراءة أخرى ( فتثبتوا ).
فأمر الله بالتبين و التثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته.

و التثبت له طرق كثيرة؛ فمنها :
أ- إرجاع الأمر لأهل الاختصاص:
يقول الله تعالى: ( و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).
قال الشيخ السعدي: ( هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم غير اللائق ، و أنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و المصالح العامة ؛ ما يتعلق بسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا و لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم ؛ أهل الرأي و العلم و العقل الذين يعرفون المصالح و ضدها.
فإن رأوا في إذاعته مصلحة و نشاطا للمؤمنين و سرورا لهم و تحرزا من أعدائهم : فعلوا ذلك.
فان رأوا ليس من المصلحة أو فيه مصلحة و لكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ) ا. هـ فكم من إشاعة كان بالمكان تلافي شرها بسؤال أهل الاختصاص.
هذه الإشاعة الأخيرة التي انتشرت عن إدخال شمام به فيروس الايدز؛ ترى الواحد منا يرسل عشرات بل مئات الرسائل لهذه الإشاعات و لا يكلف نفسه أن يتصل على طبيب فيسأله: هل يمكن أن ينتقل هذا الفيروس به الطريقة ؟ لو أرجعنا هذه الإشاعة لولاة الأمر عبر الجهات المختصة لوجدنا عندها العلم بحال تلك الإشاعة.
ب- التفكر في محتوى الإشاعة:
إن كثير من المسلمين لا يفكر في مضمون الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلك الإشاعة، بل تراه يستسلم لها و ينقاد لها و كأنها من المسلمات.
و لو أعطينا أنفسنا و لو للحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا.
لقد بين الله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه: ( إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس به علم ).

انظر يا أخي:
( إذ تلقونه بألسنتكم ) أنه من البديهي أن الإنسان يتلقى الأخبار بسمعه لا بلسانه ، و لكن أولئك النفر من الصحابة لم يستعملوا التفكير، لم يمروا ذلك الخبر على عقولهم ليتدبرا فيه، بل قال الله عنهم أنهم يتلقون حادثة الإفك بألسنتهم ثم يتكلمون بها بأفواههم من شدة سرعتهم في نقل الخبر و عدم التفكر فيه.

و لو تفكر الصحابة قليلا لوجدوا أنه من أمحل المحال أن يكون في فراش أطهر الخلق شيء يعيبه، كيف يمكن أن تتهم زوجة أفضل البشرية الذي اصطفاه الله بتهمة الفاحشة؟ إن هذا لا يعقل أبدأ.

ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
في الآية السابقة يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) فجعل الله من نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين.
فمجرد نقل الأخبار دون التأكد من صحتها موجب للفسق؛ و ذلك لان هذه الأخبار ليس كلها صحيح، بل فيها الصحيح و الكاذب، فكان من نقل كل خبر و أشاعه؛ داخل في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين.
و قد صرح النبي بذلك ففي صحيح مسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ).
فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين( الكاذبين ).
و كفى - و الله - بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.

فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال.
و لا كل ما يعلم يصلح للإشاعة و النشر.
بل قد يكون الخبر صحيحا و لكن لا مصلحة في نشره أبدا، كما مر معنا في كلام الشيخ السعدي.

ث‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.
و عودة مرة ثالثة للآية السابقة في سورة الحجرات يقول الله تعالى: ( أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
هلا تفكرت في نتائج الإشاعة.
هلا تدبرت في عواقبها.

اعلم أخي:
إن كل خسارة، كل هم و غم أصاب أخاك المسلم، كل أموال أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أو ساعدت في نشرها فلك نصيب من الإثم فيها.
هذه الإشاعة الأخيرة ( إشاعة فيروس الايدز في الشمام )
كم من الأموال خسر أصحاب الشركة.
كم من الهم أصابهم.
كل ريال أهدر، و كل فاكهة أتلفت، و كل خسارة حدثت فلك نصيب منها.
( فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
و يظهر الندم في الدنيا لمن تفكر في عاقبة نشر الإشاعة، و يظهر في الآخرة للغافلين عندما يجدون الجبال من السيئات كتبت عليهم ( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )

فيا أخي:
( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أن كنتم مؤمنين ).


التعديل الأخير تم بواسطة أريدوظيفه ; 25-04-2013 الساعة 03:01 AM
موضوع مغلق

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله إستراحة الأعضـاء

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 03:54 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين