كيف تنشئ مشروعك التجاري الصغير
الجزء الأول:
نادراً ما يفشل صاحب المشروع الصغير الذي يخطط ويعمل بدقة وفق خطة العمل الموضوعة مسبقاً بينما لا يصمد طويلاً من يعمل دون تخطيط
ويتعثر بكثير من العوائق وفي النهاية قد يصطدم بجبل من الديون ، لذا فإن صاحب المشروع الذي يفشل في التخطيط يتجه ناحية الفشل .
وحسب بيانات وزارة التجارة يوجد أكثر من 500 ألف مؤسسة وشركة في المملكة العربية السعودية ، تمثل المؤسسات والمنشأت الصغيرة والمتوسطة
منها 90% تقريباً ، وتشير بعض الدراسات إلى أن 30% من هذه المؤسسات والمنشأت يفشل خلال السنة الاولى ، فيما تفشل 50% منها بعد سنة ونصف
من بداية نشاطها في السوق ، وقد أظهرت دراسة للهيئة العامة للاستثمار أعدها كل من الأستاذ فاروق مخيمر والأستاذ خالد الخثلان بأن متوسط فشل
المنشأت أو المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة الرياض يصل إلى 50 منشأة أو مشروع أسبوعياً ، كما أشارت نفس الدراسة إلى أن 80% منها ليس لديها خطط عمل مكتوبة عند التأسيس ، و 70% منها لا يستخدم التقنية الحديثة ، وأن أسباب الفشل جاءت بسبب خلل في الأدارة المالية والفنية بالاضافة
الى عدم وجود التخطيط السليم لهذه المنشات والمشاريع وعدم دراسة المشروع قبل إنشائه وعدم مباشرة صاحب العمل لعمله بنفسه وشدة المنافسة .
حيث قدرت الدراسة أن حجم الهدر الاقتصادي لهذه المنشأت والمشاريع يفوق 1600 مليون ريال سنوياً على مستوى مدينة الرياض فقط التي
تشكل 40 % نقريباً من حجم الحركة الاقتصادية للملكة .
وعادة ما ينتفع أصحاب المشاريع الصغيرة الناجحة بالاصرار والرغبة في السيطرة على المتغيرات في آلية السوق والمنافسة والمنتجات ومفاهيم العملاء
إلا أن السيطرة والتكيف مع هذه المتغيرات لا تأتي بالتفكير واتخاذ القرارات عشوائياً حسب الظروف والأزمات وإنما بالتخطيط الدقيق ، وبغض
النظر عن نوع المشروع فإن صاحب المشروع سيكون بالتأكيد أكثر نجاحاً واستفادة من امكانياته اذا توفرت لديه خطة محكمة لمشروعه ، ثم اتبع
خطيته بالفعل أثناء انشاء المشروع وإدارة العمل ،وفيما يلي نستعرض الخطوات الرئيسية الواجب اتخاذها أو اتباعها عند التخطيط لأنشاء المشاريع الصغيرة .

أولاً : اختيار نوع المشروع :
الاختيار المناسب للمشروع يعتمد على التوازن الجيد بين خبرة صاحب المشروع والموارد المتاحة له من وقت ومال ودعم وعلاقات للعمل ومدى القابلية لتحمل
المخاطر المختلفة .
ومن المهم جداً تحديد الأهداف الشخصية والعملية والمادية من المشروع ، فالمشروع الذي يعكس اهتمام وأهداف صاحبه هو مشروع مجزٍ ولتحديد المشروع
المناسب يجب الأخذ في الاعتبار النقاط التاليه :
1- الدخل الحالي :
المشروعات الصغيرة الجديدة لا توفر لصاحبها عادة دخلاً جيداً إلا بعد مرور بعض الوقت ، وحسب الحالة المادية والمستوى المعيشي لصاحب العمل فقد
يتطلب منه عدم التفرغ التام لمشروعه وانما المحافظة على دخله الحالي من وظيفته الحالية والبدء في مشروعه في وقته الخاص .
2- الوقت المتوفر :
ان عملية انشاء وادارة مشروع جديد يحتاج الى وقت وجهد كبيراً من صاحب المشروع ، والوقت المطلوب ايضاً يعتمد على نوع المشروع فبعض المشاريع تحتاج
لوقت وساعات عمل أكثر من ماشريع آخرى .
3- رأس المال المستثمر :
ان عملية انشاء المشاريع الصغيرة الجديدة تعتمد على المدخرات والسيولة النقدية المتوفرة لدى صاحب المشروع أو التي يستطيع توفيرها من خلال التمويل
المصرفي أو من خلال مستثمرين آخرين ، ويختلف رأس المال المطلوب من مشروع لأخر ويعتمد ذلك أيضاً على خبرة صاحب المشروع ، فالخبرة الجيدة تقلل أحياناً من حجم رأس المال المطلوب لمشروع معين ، في حين أن الخبرة المتواضعة قد تحتاج الى رأس مال أكبر لنفس المشروع .
4- الخبرة والميول :
توفر الخبرة والميول لدى صاحب المشروع في مجال عمل المشروع تدعم فرص نجاح المشروع ، اضافة الى ان الخبرة قد تغني عن الاستعانة بشخص آخر أو
توظيفة ليقوم بادارة المشروع نيابة عنه ، والميول تعتبر دافع للاجتهاد .
5- نموذج المشروع :
ان دراسة نموذج المشروع يساعد على اكتساب المعلومات بدءاً من الأداء المالي حتى اجراءات التشغيل ، ومن المفيد جداً الاقتداء بنماذج المشاريع الناجحة في نفس المجال .
6- العملاء المرتقبون :
أي تفهم حجم السوق وحجم الحصة المتوقع استقطابها والتعامل معها وكيفية استقطاب العملاء وان كان السوق قادراً على استيعاب المشروع .
7- دورة حياة المشروع :
كل مشروع يمر بدورة حياة ودورة حياة المشروع تتكون من أربع مراحل ( الولادة – النمو – النضوج – الشيخوخة ) لذا فإن دراسة أحوال ومراحل
مجال المشروع في السوق يعتبر جزءاً مهماً في عملية التخطيط .
8- الاتجاهات المستقبلية لمجال عمل المشروع .
9- اتجاهات السوق :
دراسة الاتجاهات وتغيرا الأذواق في السوق يعتبر جانباً مهماً في عملية التخطيط ، ذلك لأنها تكشف لصاحب المشروع اليقظ العديد من الفرص المربحة
اذا استغلت استغلالاً جيداً .
10- العائد المطلوب والعائد المتوقع من المشروع :
تتمتع بعض المشاريع بفرص نمو غير محدودة بينما تدر بعضها الآخر دخلاً محدوداً ، فمعرفة مستوى العائد المقبول لدى صاحب المشروع ومقارنته
بالعائد المتوقع من المشروع يعتبر عاملاً رئيسياً في تحديد أو اختيار نوع النشاط .

ثانياً : تحديد شكل وسوق وأهداف المشروع :
في هذه المرحلة يجب تحديد شكل المشروع والهدف الأساسي منه وشرائح العملاء والأسواق المستهدفة والمنتجات والخدمات التي ستقدم من خلاله
فالمشاريع التي تفتقد الى الوضوح في الشكل والهدف عادة ما تفشل ، ومن المهم ايضا في هذه المرحلة تحديد الطابع المميز أو الميزة التنافسية التي
تجعل المشروع مختلفاً عن غيره من المشاريع القائمة ، والنقاط التالية توفر المزيد من التوضيح لما يجب تحديده خلال هذه المرحلة :
أ- تحديد شرائح العملاء والاسواق المستهدفة للمشروع ..
أي تحديد الاسواق وشرائح العملاء التي سيبيع لها المشروع ، فالأسواق التي يستهدفها المشروع يجب أن تحتاج للمنتجات أو الخدمات التي سيوفرها
المشروع ، ويجب أن يتوازن كل شيء في المشروع مع احتياجات العملاء ومتطلبات الاسواق بما فيها المنتج والخدمة والموقع ووسائل تطوير المشروع
ونوعية الموظفين وطريقة تدريبهم والمتطلبات النالية ، فالاسواق المستهدفة عادة ما تكون صغيرة ومحددة بدقة ، ومن الخطأ افتراض أن كل فرد سيكون عميلاً للمشروع ، فالاسواق يحددها العامل الجغرافي والمنافسة والمواصفات الديموغرافية للعملاء ، ومن المهم جداً التركيز على الشرائح ذات الربحية الأعلى وصولاً الى الشرائح ذات الربحية الأقا .
ب- تحديد المنتجات والخدمات المقدمة من خلال المشروع :
تتعلق هذه النقطة بالمزيج التسويقي والتكتيكات وتتخلص في النقاط التالية :
•اختيار المنتجات والخدمات التي سيقدمها المشروع
•تحديد الأسعار التي ستعرض بها هذه المنتجات والخدمات
•تحديد قنوات توزيع هذه المنتجات والخدمات واماكن استخدامها
•تحديد الوقت الذي ستعرض أو تباع فيه هذه المنتجات والخدمات
•تحديد طرق التحصيل والقبض لثمن هذه المنتجات والخدمات
•تحديد الطرق التي سيتعرف بها العملاء والأسواق المستهدفة على المشروع
•دوافع العملاء والأسواق المستهدفة للتعامل مع المشروع
•تحديد الميزة التنافسية للمشروع :
أهم الاستراتيجيات التسويقية للمشاريع الصغيرة التميز ، وفيما يلي بعض الطرق التي يستطيع مشروع التميز بها في منتجاته أو خدماته :
تنوع المنتجات – السعر – الجودة – الخدمة وخدمة مابعد البيع – قيمة المنتج – الثقة – الضمان – الراحة – ملائمة قنوات التوزيع – سرعة تقديم المنتج أو الخدمة – التخصص – سهولة الشراء – طريقة الدفع – العروض – الجودة وغيرها من المزايا التنافسية .

ثالثاً : كتابة خطة المشروع :
خطة المشروع هي ورقة عمل يكتبها صاحب العمل لترشده في المستقبل وتمده بالتوجيهات والجوانب التي يجب أن يركز عليها وتساعده في معالجة الخلل
وتعديل مشروعه وتفادي المشاكل والعقبات التي قد يواجهها ، خطة المشروع ايضاً تساعد على تحديد الاحتياجات التمويلية بدقة وتسهل من عملية إدارة المشروع ، وفيما يلي نموذج لمخطط خطة المشروع :
•غلاف الخطة : اسم المشروع ، اسم مالك المشروع وعنوانه
•أهداف المشروع
•قائمة محتويات الخطة
القسم الأول : معلومات المشروع :
أ‌-وصف المشروع
ب‌-وصف المنتج أو الخدمة
ت‌-موقع المشروع
ث‌-الإدارة
ج‌-العلاقات المهنية والموظفين
ح‌-السوق وخطة التسويق
خ‌-المنافسة
د‌-المخاطر التي قد يتعرض لها المشروع
ذ‌-ملخص تنفيذي

القسم الثاني: المعلومات المالية
أ – استخدام الاستثمار وأثره المتوقع
ب – قائمة بالمعدات الأساسية
ج – الميزانية العمومية التقديرية
د – تحليل التعادل
هـ - الدخل المتوقع
1-التفاصيل الشهرية في السنة الأولى
2-ملخص لثلاث سنوات
و – التدفقات النقدية المتوقعة
1- التفاصيل الشهرية في السنة الأولى
2- التفاصيل الربع سنوية للسنة الثانية والثالثة
ز – وثائق مؤيدة أو توضيحية
القسم الثالث : معلومات آخري
أ‌-عقود إيجار
ب‌-وثائق قانونية
ت‌-تقارير التمويل
ث‌-توصيف المهام والوظائف
ج‌-سير ذاتية
ح‌-مقالات صحفية
خ‌-أي مستندات وتقارير لها علاقة بالخطة



(( هذا وتقبلوا خالص شكري وتقديري ))
.. تم الكتابة والتنسيق من مجهودي الخاص ..
ونقله لكم هنا من مجلة " شباب "

بارك الله بك

وفقك الله ياطلال

يعطيكـ الف عااافيهـ .,.,.

يعطيك العافية

جزاك الله خير

أشكرك على الموضوع القيم والرائع

ويعطيك العافية على المجهود الرائع

وبارك الله فيك

يـعــطـيـك الـعـافـية عـلـى الـمجـهـود الاكـثر مـن رائـــع

الله يسعدكم ويبارك فيكم
وشاكر لكم المرور ...