تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > إستراحة الأعضـاء

الملاحظات

"أهلاً بكم في عصر "الفضيحة"!

إستراحة الأعضـاء

مرحباً بكم إلى زمن تسخر فيه التكنولوجيا للتشهير بالناس، أبرياء أو مذنبين، وفضح المستور وصناعة "العار"! لا يكفي اليوم أن تغلق أبواب بيتك ونوافذه...

أضف رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 24-04-2009, 01:22 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 198
معدل تقييم المستوى: 33
الله بوظيفة يستحق التميز
"أهلاً بكم في عصر "الفضيحة"!

مرحباً بكم إلى زمن تسخر فيه التكنولوجيا للتشهير بالناس، أبرياء أو مذنبين، وفضح المستور وصناعة "العار"!



لا يكفي اليوم أن تغلق أبواب بيتك ونوافذه بالحديد أو الشمع الأحمر كي تحمي نفسك
من السطو أو حتى الاختطاف! فاللصوص ربما كانوا في جيبك أو على مكتبك الخاص
أو حتى في غرفة نومك.


أنت اليوم، تدري أو لا تدري، معرض في أي لحظة للسرقة والنشل، لتشويه صورتك
أو كشف مستورك حتى وإن لم تكن من مشاهير مجتمعك ونجومه. فمن الممكن
الآن أن تكون "حكاية" تلوكها الألسن من حولك، بفعل ثقافة متخصصة في صناعة
الفضيحة مسخرة كل جديد في تكنولوجيا المعلومة لخدمة التخلف ودعم نوازع الشر.

لكن ما يزيد الأمر تعقيداً، خاصة في مجتمعاتنا العربية المحافظة، ويسهل بالتالي على
أصحاب النفوس الرخيصة استغلال الظرف للابتزاز، هو تعقيد ثقافة "العيب" في مجتمعاتنا.
فصورة المرأة، على سبيل المثال، وهي مبتسمة وسط صديقاتها أو مع أهلها، تصبح
"فضيحة" إن تم تداولها عبر الإنترنت أو الهاتف الجوال.


كم من فتاة عربية تم ابتزازها بسبب صورة لها، حتى وإن كانت بكامل حشمتها ووقارها،
وجدت صورتها تلك طريقها ليد تجيد رسم هالة ظالمة كاذبة حول الصورة وصاحبتها؟
وتخيل في المقابل لو أن مجتمع تلك الفتاة البريئة لا يجعل من "صورة" المرأة "عورة"
أو "فضيحة"، كيف سيكون حال أهل النفوس المريضة ممن يستغل صورة المرأة للابتزاز وتشويه صورة الأبرياء؟


تموت "الفضيحة" في مهدها حينما نحكٌم العقل تجاه ما تتداوله الألسن، وحينما نقدم
"حسن الظن" على سوءه تجاه ما يقال عن الناس من حولنا. أما إن بقيت صورة المرأة
في دائرة "العورة" فإن ظهور صورتها، خارج الدائرة المسموح بها وفق ثقافة "العيب"
التي تحاصرها، ربما أصبحت فضيحة تجلب العار لكل العائلة أو القبيلة بأكملها!


وفي عصرنا الراهن، يمكن أن تلتقط صورتك، بعلمك أو بدونه، ثم تطوف الكرة الأرضية
قبل أن تصلك. لكننا من يعطي "الحدث" معناه: فقد يكون سلوكاً معتاداً ومقبولاً أو يصبح
"فضيحة" تلاحق المرء ربما إلى قبره.


فمثلاً، إلى قبل سنوات قليلة، كان دخول المطاعم، لدى بعض قبائل الجزيرة العربية،
عيباً ومسبة يعيٌر بها ابن القبيلة. وإذا ما اضطر المسافر من أبناء القبيلة إلى الأكل
في المطعم، وضع "اللطمة" على وجهه وبحث عن زاوية خفية في المطعم، خوفاً من
أن تراه عين من أعين القبيلة وما أن يعود إلى أهله وجماعته حتى تكون مراسم
"الفضيحة" قد بدأت. ونفس القبيلة التي إلى وقت قريب تعيب على الرجل دخول
المطاعم، كثير من أبنائها اليوم يأخذون ضيوفهم إلى أحدث المطاعم ويتعاملون مع
شركات توصيل الوجبات السريعة إلى المنازل.

الآن، تطورت تقنيات الاتصال وزادت مشاكلنا الاجتماعية تعقيداً، وما يصب الزيت على
النار أكثر هو ثقافة "العيب" في المجتمع المحافظ، إذ ان كثيراً مما يعد في دائرة "العيب"
أو حتى "العار" في الثقافة الاجتماعية العربية يمكن، وببساطة، أن يدخل دائرة المعتاد
والمقبول، والعكس صحيح أيضاً.

كان أجدادنا، على سبيل المثال، في كثير من بلدان الخليج، يفاخرون ويتفاخرون
بزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم. فشيخ القبيلة نفسه يفاخر بأنه أخو فاطمة أو أبو مهرة.
وإمام الجامع كان يتحدث في العلن عن ابنته نورة وبنت عمه سعدى وهكذا.

تدور الأيام فإذا بنا أمام أجيال "متعلمة" ـ أي ذهبت للمدرسة والجامعة ـ لكنها تستحي
من ذكر اسم المرأة أمام الأصدقاء والجماعة، حتى صار الرجل يشير لزوجته ب"الأهل"
وخجل الأخ من ذكر اسم أخته أمام زملائه، وتدريجيا أوصلتنا ردتنا الثقافية (والإنسانية)
إلى أن أصبح اسم المرأة لدى البعض منا عورة ومدعاة "للفضيحة".

تخيل التالي: صورة لامرأة غربية سافرة الوجه، حينما يشاهدها بعض الرجال العرب،
خاصة في مجتمعاتنا المحافظة، لا يلقي لها بالاً وقد لا يعيرها اهتمامه، خاصة في هذا
"المحيط" الهادر بكل أشكال الصور المتبرجة. لكن هذا الرجل الذي تجاهل ذلك المحيط
من الصور السافرة، سيتوقف أمام صورة لامرأة عربية، خاصة إن كانت من بني جلده،
بكل أشكال الإثارة والمبالغة.



وربما مع الوقت حاك الحكايا والقصص الكاذبة حول تلك الصورة وصاحبتها!
ولأننا، فيما يبدو، مجتمعات مغرمة باستخدام التكنولوجيا عكس أغراضها الحقيقية،
فقد برعنا في تحويلها من أدوات بناء إلى أدوات هدم، ومن أجهزة للتواصل الإنساني
الخلاق إلى وسائل لخدمة التخلف وصناعة "الفضيحة" ونشرها!

كم من فتاة عربية بريئة، خاصة في المجتمعات المحافظة، تم ابتزازها وتوريطها في ما
هو فعلاً "فضيحة" و"عار" بسبب صورة عادية أو لقطة بريئة وهي مع صديقاتها أو أحد
من أهلها، خاصة في عصر تداول الصور ـ والفضائح ـ عبر الجوال والإنترنت؟

المؤكد أن التكنولوجيا، خاصة على صعيد الاتصالات، ستواصل تطورها وحضورها في
ممارساتنا اليومية، ولا أحد يمكنه أن يوقف هذا الزحف التكنولوجي المهول. والمؤكد
أيضاً أن أصحاب النفوس المريضة من الباحثين عن أي فرصة للابتزاز والاستغلال
سيبقون يبحثون عن فرص جديدة لاقتناص ضحاياهم. إذن لا بد من البحث عن آليات
جديدة لتطوير ثقافة اجتماعية جديدة تؤمن بالصراحة والمكاشفة، لكيلا نزيد قائمة
"التابو" في مجتمعاتنا، ونحد بالتالي من أساليب التشهير الرخيصة التي تستخدم
التكنولوجيا الحديثة اليوم كواحدة من أدواتها الفاعلة.

وفوق هذا أيضاً، لا بد من قوانين صريحة وصارمة تقنن وتوجب العقوبة الرادعة على
مروجي الأكاذيب وناشري "الفضائح" التي تهدد السلم الاجتماعي في المجتمعات العربية.
وإن لم نفعل، وعاجلاً، فبشر المجتمع العربي بقوائم جديدة من المشكلات المعقدة
وعوائق التنمية الكبرى. فتقنيات الاتصال الجديدة، وما تأتي به من متغيرات ضخمة
في علاقاتنا وتواصلنا وتفكيرنا، لا تأتي وحيدة أو بدون ثقافة. هنا تأتي أهمية أن تواكب
الثقافة التقنية الجديدة ثقافة اجتماعية جديدة تستوعب التعامل الخلاق مع التقنية،
وتعرف كيف تتعاطى مع معطيات التكنولوجيا ونتاجها.


وإلى أن نبدأ عملياً في سن قوانين تحمي المجتمع من مستغلي تقنية الاتصال الحديثة
لترويج الإشاعات والأكاذيب، سيبقى واحد من عناوين المرحلة الراهنة:



"أهلاً بكم في عصر "الفضيحة"!






صحيفة "البيان"
رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 24-04-2009, 01:58 AM
الصورة الرمزية عمود العاطل
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 66
معدل تقييم المستوى: 31
عمود العاطل يستحق التميز

موضوع جميل جزاك الله خير

رد مع اقتباس
أضف رد

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله إستراحة الأعضـاء

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 09:31 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين